نام کتاب : السجود مفهومه وآدابه والتربة الحسينية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 72
ويكفي في المقام اتفاق العقلاء على ضرورة الخضوع للحق والانقياد له حتى ولو سمع من صبي . فكيف الحال إذن مع أنبياء الله عز وجل ورسله وأوليائه الذين هم حجج الله في أرضه على عباده ؟ فلا شك في كون الخضوع والتذلل لهم والانصياع لأوامرهم من موجبات الشرع الحنيف على أن لا يكون ذلك بنحو التأليه وإلا فهو من الشرك بالله عز وجل . نعم ، السجود على الأعضاء السبعة منحصر بالله عز وجل ولا يجوز أن يكون لغير الله تعالى حتى وان لم يكن بنحو التأليه ، لأنه سيكون من قبيل تسوية العبد بخالقه ، وهو عين الضلال حتى وان قصد بها الاحترام لما فيها من جعل المخلوق بمرتبة الخالق وتنزيل الخالق إلى منزلة المخلوق . ومن هنا جاء في الحديث الشريف أن معاذا لما قدم من اليمن سجد للنبي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا معاذ ! ما هذا ؟ قال : إن اليهود تسجد لعظمائها وعلمائها ورأيت النصارى تسجد لقسسها وبطارقتها ، قلت ما هذا ؟ قالوا : تحية الأنبياء ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : كذبوا على أنبيائهم [1] . وروى سفيان الثوري عن سماك بن هاني أنه قال : دخل الجاثليق على علي بن أبي طالب عليه السلام فأراد أن يسجد له فقال له الإمام علي عليه السلام : اسجد لله ولا تسجد لي [2] .
[1] مسند أحمد بن حنبل 5 : 515 / 18913 و 516 / 18914 وفي الطبعة القديمة 4 : 381 . [2] التفسير الكبير / الفخر الرازي 2 : 232 في تفسير الآية 34 من سورة البقرة .
72
نام کتاب : السجود مفهومه وآدابه والتربة الحسينية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 72