نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 87
وقد تكرر سفر الشهيد الأول إلى ( الحلة ) وتلقى العلم فيها على يد شيوخ كبار ، وأساتذة مرموقين من أمثال ( فخر المحققين ) ابن ( العلامة الحلي ) ، وغيرهم . وإذا كانت ( الحلة وكربلا المقدسة وبغداد ) تعتبر ذلك اليوم مراكز للفقه الشيعي ، والدراسات الشيعية فقد تكررت زيارات الشهيد للحرمين الشريفين ، حيث كان طابع الفكر فيها جميعا طابعا سنيا . وأتيح ( للشهيد الأول ) عن طريق هذه الأسفار أن يندمج في أطر ثقافية مختلفة ، و يعيش وجوها مختلفة من الفكر ، ويتفاعل مع الاتجاهات الفكرية المتضاربة . فكان على صلة وثيقة بالاتجاهات الفكرية السنية ، وعلى معرفة تامة بآرائها و أفكارها ، كما كان على صلة وثيقة ، ومعرفة تامة بمشيخة الرواية والفقه والكلام من أعلام السنة ، مما يدل على أنه في أسفاره كان يخالط كثيرا من ( أقطاب المذاهب الإسلامية ) الأخرى ، ولم يكن ممن ينطوي فكريا على نفسه . ويدل على ذلك قوله في إجازته لابن الخازن : وأما مصنفات العامة ومروياتهم فإني أروي عن نحو أربعين شيخا من علمائهم بمكة والمدينة ، ودار السلام بغداد ، ومصر ودمشق وبيت المقدس ، ومقام إبراهيم الخليل . فرويت صحيح البخاري عن جماعة كثيرة بسندهم إلى البخاري . وكذا صحيح مسلم ، ومسند أبي داود ، وجامع الترمذي ، ومسند أحمد ، وموطأ مالك ، ومسند الدارقطني ، ومسند ابن ماجة ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ابن عبد الله النيسابوري ، إلى غير ذلك . وهذا النص يعيننا كثيرا على معرفة شخصية الشهيد العلمية .
87
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 87