نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 82
القائم في وقته ، وعلى الجهاز الحاكم بصورة خاصة . فكان دائما في مجالسه ومحافله واتصالاته وما يجري بينه وبين الآخرين من حديث محفوفا برقابة قاسية من قبل السلطة ، كما كان هو قدس الله نفسه على حذر دائم ، وحيطة مستمرة من أن تأخذ عليه السلطة فلتة سياسية تحتج بها عليه في إثبات المعارضة للجهاز الحاكم . ومن ذلك تعرف الصعوبات التي واجهها ( الشهيد الأول ) في تثبيت ودعم ( الكيان المذهبي ) الذي كان يؤمن به فكريا وسياسيا ، وما كان يلقى من عنت وأذى وجهد متواصل مرير في سبيل ذلك ، إلى أن امتحن في ذات نفسه فقتل شهيدا ، وصلب بعد القتل ، وأحرق بعد الصلب . فحياة الشهيد الأول إذا أعمق من هذه السطحية ، والظواهر التي يتناول مترجموه حياته بها . ولا يتيسر للباحث أن يدرس شخصية الفقيه المترجم له وأثره في الحركة الفكرية ، والسياسية المعارضة من دون أن يدرس عصر الشهيد الأول وبيئته ، والبلاد التي كان ينتقل فيها ، طالبا للعلم ، وحاملا له ، وباحثا عن الحق ، وداعيا إليه ، ومستوى الثقافة والفكر في عصر الشهيد الأول ولدي شيوخ الشهيد الذي كان يتصل بهم بدء حياته الدراسية ، ويأخذ عنهم العلم . ومن دون ذلك لا يتيسر للباحث أن يلمس بوضوح أبعاد الأثر الذي تركه الفقيه الأعظم ( الشهيد الأول ) من الدراسات الفقهية ، كما لا يستغني الباحث أن يدرس الاتجاهات السياسية في عصره ، وحدودها ومعارضتها ليستطيع أن يدرس موقف الفقيه الأعظم ( الشهيد الأول ) من هذه الحركات والأثر الذي تركه من تكوين الواجهة المعارضة للسلطة والجهد الذي تحمله في سبيل ذلك .
82
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 82