نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 38
وتلامذته إلى التدوين ، وكتابة الحديث ، خوفا عليه من الضياع والاضطراب . هذه ظاهرة أولى على ملامح هذا العصر . والظاهرة الثانية من ملامح هذا العصر : أن حاجات المسلمين توسعت في هذا الوقت ، وازدحم الناس على أبواب الفقهاء يطلبون منهم الرأي فيما تجدد عليهم : من وجوه الحاجات الجديدة ، ولم يكن ما بيد ( فقهاء السنة ) ومحدثيها من الحديث يكفي لسد هذه الحاجة ، ولم يجدوا في الكتاب الكريم جوابا على ذلك ، ولم يكن الجهاز القائم بالحكم يمسح لهم بمراجعة ( أئمة أهل البيت ) عليهم السلام الذين اعتبرهم صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله عدلا للكتاب في حديث الثقلين المعروف . فاضطروا إلى اتخاذ القياس والاستحسان ، والأخذ بالظن والرأي . يقول الدكتور محمد يوسف موسى : بعد أن لحق الرسول صلى الله عليه وآله بالرفيق الأعلى ، وحدث من الوقائع والأحداث ما لم تشتمل نصوص القرآن والسنة على أحكامه كان لا بد من الوصول إلى هذه الأحكام بطريق آخر ، فكان من ذلك هذان الأصلان : ( الإجماع ، والقياس ) [1] . والقياس والاستحسان - مهما قيل فيهما - معرضان للانحراف والزلل فوقف ( الإمام الصادق ) عليه السلام حين رأى شيوع الأخذ بالقياس والرأي موقف المعارض منهما ، ودعى أصحابه إلى عدم الأخذ بهما وعارض المذاهب الفقهية التي كانت تأخذ بالقياس أشد المعارضة . قال ابن تغلب : قلت ( لأبي عبد الله ) عليه السلام : ما تقول في رجل قطع إصبعا من أصابع المرأة كم فيها . .