نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 34
وبيت ( بني دراج ) ، وغيرهم من البيوتات العلمية الكوفية التي عرفت بالتشيع ، واشتهرت بالفقه والحديث [1] . وقد أدى كل هذا الالتقاء بشخصية ( الإمام الصادق ) عليه السلام في الكوفة ، والاحتفاء به إلى أن يأخذ ( الجهاز العباسي ) الحاكم حذره منه . وقد خاف ( المنصور الدوانيقي ) أن يفتتن به الناس ( على حد تعبيره ) لما رأى من إقبال الفقهاء والناس عامة عليه ، واحتفائهم به ، وإكرامهم له فطلبه إلى ( بغداد ) في قصة طويلة لا يهمنا نقلها . ومهما يكن من أمر فقد ازدهرت ( مدرسة الكوفة ) على يد ( الإمام الصادق ) عليه السلام وتلاميذه ، وبتأثير من الحركة العلمية القوية التي أوجدها ( الإمام الصادق ) عليه السلام في هذا الوسط الفكري . ولم تبق الكوفة إلى حين ( الغيبة الكبرى ) مقاما للأئمة عليهم السلام ولم يتمركز ( فقهاء الشيعة ) كلهم بعد ذلك في الكوفة ، ولم تستمر طول هذه المدة المدرسة التي أنشأها ( الإمام الصادق ) في الكوفة إلا أن الكوفة كانت هي منطلق ( الحركة العقلية ) في ( العصر الثاني ) من عصور تأريخ ( الفقه الشيعي ) ومبعث هذه الحركة ، ومركز الإشعاع وظلت مع ذلك بعد من أهم مراكز ( الفقه الشيعي ) ، وظلت ( البعثات الفقهية الشيعية ) تقصد هذه المدينة بالذات ، ويتعاقب فيها ( فقهاء الشيعة ) مركز الصدارة في التدريس ، والفتيا ، والبحث الفقهي . ورغم العقبات الكبرى التي اصطدم بها ( أئمة الشيعة ) من أهل البيت عليهم السلام ، وفقهاء الشيعة ورواة الحديث : من ضغط الجهاز الحاكم حتى كان بعضهم يعرض إذا رأى الإمام في الطريق ، لئلا يتهم بالتشيع .