نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 32
وقد أثر وفود العناصر المختلفة إلى الكوفة طلبا للعلم ، أو التجارة في التلاقح العقلي والذهني في هذه المدرسة ، كما كان لها الأثر البالغ في تطوير الدراسات العقلية فيها . وقد هاجر إليها فوق ذلك وفود : من الصحابة والتابعين ، والفقهاء وأعيان المسلمين : من مختلف الأمصار وبذلك كانت ( الكوفة ) حين انتقل إليها ( الإمام الصادق ) عليه السلام وانتقلت إليها ( مدرسة الفقه الشيعي ) من أكبر العواصم الإسلامية . وقد عد البراقي في تاريخ الكوفة 148 صحابيا من الذين هاجروا إلى الكوفة واستقروا فيها ، ما عدا التابعين والفقهاء الذين انتقلوا إلى هذه المدينة ، والذين كان يبلغ عددهم الآلاف ، وما عدا الأسر العلمية التي كانت تسكن هذا القطر . وقد أورد ابن سعد في الطبقات ترجمة ل ( 850 ) تابعيا ممن سكن الكوفة ( 1 ) . في مثل هذا الوقت انتقل ( الإمام الصادق ) عليه السلام إلى الكوفة أيام ( أبي العباس السفاح ) واستمر بقاء ( الإمام الصادق ) عليه السلام في الكوفة مدة سنتين . وقد اشتغل ( الإمام الصادق ) عليه السلام هذه الفترة بالخصوص في نشر ( المذهب الشيعي ) ، لعدم وجود معارضة سياسية قوية في البين فقد سقطت في هذه الفترة ( الحكومة الأموية ) وظهرت ( الحكومة العباسية ) وبين هذا السقوط ، وهذا الظهور اغتنم ( الإمام الصادق ) عليه السلام الفرصة للدعوة إلى المذهب ، ونشر أصول هذه المدرسة ، فازدلفت إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحدانا تتقي منه العلم ، وترتوي من منهله العذب .
( 1 ) طبقات ابن سعد : 6
32
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 32