نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 198
كان يتجول في البلدان الإسلامية للحضور على الأساتذة والعلماء ، والاستفادة من مجالس درسهم ، ومحافل بحثهم ، وأخذ نجمه يزداد إضاءة وإنارة كلما ازداد في تلقي العلوم من كبار الشيوخ في حينه ، وهكذا تلألأ هذا النجم الوضاء حتى طبق الآفاق شهرته ، وأقر له القريب والبعيد بسعة العلم والاجتهاد وهو بعد لم يتجاوز سنه الثلاثين ونتيجة لهذه الشهرة الواسعة أخذت ألسنة الثناء تحيطه بهالة من القدسية والرفعة وتمدحه بشتى العبارات ، وألوان الكلمات ، ومختلف الجمل . ولنكن بضع دقائق مع بعض من كتب عن الشهيد لنرى كيف يثنون عليه الثناء العطر ويذكرونه بكل احترام وتجلة : يقول ابن العودي : " حاز من خصال الكمال محاسنها ومآثرها ، وتردى من أصنافها بأنواع مفاخرها ، كانت له نفس عليه تزهو بها الجوانح والضلوع وسجية سنية يفوح منها الفضل ويضوع ، كان شيخ الأمة وفتاها ، ومبدأ الفضائل ومنتهاها . . لم يصرف لحظة من عمره إلا في اكتساب فضيلة ووزع أوقاته على ما يعود نفعه في اليوم والليلة " [1] . وقال صاحب المقابيس : " أفضل المتأخرين ، وأكمل المتبحرين ، نادرة الخلف ، وبقية السلف مفتي طوائف الأمم ، والمرشد إلى التي هي أقوم ، قدوة الشيعة ونور الشريعة ، الذي قصرت الأكارم عن استقصاء مزاياه وفضائله السنية وحازت الأعاظم الألباء في مناقبه ، وفواضله العلية ، الجامع في معارج الفضل والكمال ، والسعادة بين مراتب العلم والعمل ، والجلالة والكرامة