نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 181
إسم الكتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ( عدد الصفحات : 815)
دقة الملاحظة والتعمق في الفقه . وليست هذه الندرة في الجمع بين هذين الجانبين في تاريخ العلماء لقصور الوقت فحسب عن الإلمام بأطراف الثقافات الإنسانية ، والتعمق في حقل الاختصاص فحسب ، وإنما لشئ آخر أيضا لا يقل أهمية عن سابقته فالذهنية التي تمارس الإلمام والإحاطة تختلف عن الذهنية التي تمارس الدقة والملاحظة ، وقلما يتفق أن تجتمع هاتان الخاصتان في ذهن واحد . ومنذ أول يوم حاول ( الشهيد ) أن يجمع بين هذين الجانبين في نشأته الفكرية . وقد وجدنا فيما تقدم من حديث عن نشأته الفكرية أنه مارس الدراسة منذ بداية حياته الدراسية في مختلف حقول المعرقة ، وألم بمختلف المذاهب الإسلامية : فكان يقصد ( دمشق ومصر ) ، وهما يومذاك حاضرتا العالم الإسلامي وجامعتا الدراسات الإسلامية الكبرى . وكان يلم فيهما بمختلف الحلقات ، ويجلس إلى مختلف الشيوخ وينصت إليهم بعناية ، وبذلك استطاع أن يحيط إحاطة واسعة بمختلف ( المذاهب الإسلامية ) في الفقه والحديث والتفسير ، وبمختلف ألوان ثقافة عصره . وكانت هذه القابلية الفذة تبعث في نفسه اعتدادا بالنفس ، فلما حاول أن يسافر إلى ( القسطنطينية ) ليلتقي ببعض المسؤولين الكبار هناك ويطلب التدريس في بعض المدارس عرض عليه أن يأخذ تعريفا من قاضي جهته . فقد كان المتعارف عند الأتراك أن يصحب المراجع معه إلى العاصمة تعريفا به عن قاضي جهته . فأبى الشهيد أن يجيب هذا الطلب ، وبطلب من القاضي تعريفا به .
181
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 181