نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 161
إسم الكتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ( عدد الصفحات : 815)
وفي جميع هذه الحقول يظهر للباحث آثار النضج الذهني ، وسعة الفكر في دراسات الشهيد وكتاباته . ومما يثير العجب في نفس الإنسان أكثر من أي شئ آخر أن حياة ( الشهيد ) كانت مجموعة من الرحلات والأسفار الطويلة والشاقة ، ومع ذلك فقد استطاع الشهيد أن ينمي ثقافته الفقهية ، والعامة خلال هذه الرحلات ، وما كان يتخللها من أيام الدراسة في ( الحواضر العلمية ) في وقته إلى هذا المستوى . وهذه ظاهرة غريبة لا نملك تعليلا لها غير توفيق من الله ، ونبوغ ذاتي أتاح له أن يجمع شتات العلوم والآداب في حياته هذه القصيرة المضطربة بين الرحلات والخوف . وليست الثقافة الواسعة ، والذهنية المتفتحة الواعية هي ميزة ( الشهيد ) الوحيد ، فقد كان ( الشهيد ) من المعدودين من أولياء الله المقربين وممن وفق لتهذيب نفسه وتكميلها ، والتغلب على عوامل الشهوة والهوى والطاغوت في نفسه ، والإخلاص لله تعالى حق الإخلاص في كل جزء من سلوكه . وكانت لياليه عامرة لله ، واستغفاره والصلاة له وتسبيحه ، ونهاره عامر بالدراسة ولتأليف ، والتعرض لحاجات الناس ، وتوجيه الناس وإرشادهم ، فكانت حياته كلها حلقات متصلة من العمل والدراسة والعبادة والجهاد في سبيل الله . وأروع ما في هذه الحياة الخاتمة الناصعة التي ختمت حياة ( الشهيد ) وألحقته بركب الشهداء والصالحين . فكانت حياته حياة نموذجية ، وكان هو مثلا أعلى للتقوى والعمل وكان التراث الفكري الذي خلفه من بعده ، والذرية الطاهرة التي أعقبها
161
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 161