نام کتاب : الرسائل نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 90
حدوثه ، وهذا انما يتم إذا كان المتيقن مرسلا بحسب الزمان لكي يكون اليقين بوجوده من أول الأمر محدودا بزمان خاص ومقيدا بوقت مخصوص ، والا ففيما بعد ذلك الحد يكون المتيقن مشكوك الوجود من أول الأمر فلا يكون من نقض اليقين بالشك . تحقيق الحق في الشك في الرافع والمقتضى أقول : قبل بيان وجه النّظر في كلام الاعلام نذكر ما هو التحقيق في المقام . فاعلم ان اليقين قد يلاحظ بما انه صفة قائمة بالنفس كالعطش والجوع والخوف والحزن ، من الصفات القائمة بها من غير لحاظ إضافته إلى الخارج وقس عليه الشك والظن ، وقد تلاحظ بما انها مضافة إلى الخارج وان اليقين كاشف كشفا تاما عن متعلقه والظن ناقصا والشك غير كاشف أصلا بل يضاف إلى الخارج إضافة ترديدية . لا إشكال في ان اليقين بحسب الملاحظة الأولى لا يكون ممتازا عن الظن والشك بالإبرام والاستحكام وعدمهما ، بل الإبرام والاستحكام بحسب هذه الملاحظة انما يكون في كيفية قيامها بالنفس بحسب مباديها المحصلة لها فيها ، فقد تكون مبادئ حصول الشك قوية بحيث لا يزول بسهولة وتكون مبادئ حصول القطع واليقين ضعيفة بحيث يزول بتشكيك ما وقد يكون الحال بخلاف ذلك . وبالجملة سهولة زوال تلك الأوصاف عن النّفس وعسر زوالها تابعان لمبادئ حصولها ، فلا يكون اليقين في هذه الملاحظة أبرم من الشك ولا الظن من الشك ، واما بحسب الملاحظة الثانية أي إضافتها إلى الخارج ، فاليقين مبرم محكم ذاتا دون الشك والظن فكأن اليقين حبل مشدود ، أحد طرفيه على النّفس وطرفه الآخر على المتيقن ويكون حبلا مبرما مفتولا مستحكما وان كانت مبادئ حصوله ضعيفة غير مستحكمة ، بخلاف الظن والشك فإنهما بحسب هذه الإضافة غير محكمين ولا مبرمين وان كانت مبادئ حصولهما قوية مستحكمة .
90
نام کتاب : الرسائل نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 90