responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل الفقهية نویسنده : الخاجوئي    جلد : 1  صفحه : 402


يشق الجيب يدعو الويل جهلا * كأن الموت بالشيء العجاب وساوى الله فيه الخلق حتى * نبي الله منه لم يحاب له ملك ينادي كل يوم * لدوا للموت وابنوا للخراب « 1 » الغرض منه نهي المصاب عن جزعه في مصيبة الأهل والأولاد ، وشقه الجيب في موت الأقارب والأحفاد وقوله « وا ويلا » وقت فنائهم وزوالهم ، فان عاقبتهم الموت والفناء .
فينبغي للعاقل أن لا يجزع على فنائهم ، فإنه أمر ضروري لا بد من وقوعه ، ومع هذا أمر لا يختص بشخص دون شخص ، بل كل نفس ذائقة الموت ، حتى الأنبياء ولا سيما من لأجله خلق الانسان والسماء « إِنَّكَ مَيِّتٌ وإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ » [1] وقد تقرر أن البلية إذا عمت طابت ، فإذن لا وجه للجزع والبكاء والكآبة وقوله وا ويلا .
فان قلت : هذا النداء من الملك المنادي انما يتصور فائدته على تقدير سماعهم منه ، وأكثرهم لا يسمعونه منه .
قلت : ليس السماع إلا الاطلاع الحضوري ، وهذا كما يحصل بغير واسطة وهو الأكثر ، فقد يحصل بها ، ولذلك يقال : سمعت منه بواسطة ، فالأنبياء والأوصياء وغيرهم من الكاملين والأولياء لتعلقهم بعالم المثال ، وتصرفهم في أبدانهم المثالية حال تعلقهم بعالم الملك ، وتصرفهم في هذه الأبدان الجسمية أيضاً يسمعونه من الملك المنادي بغير واسطة ، وغيرهم يسمعونه بواسطتهم .
وذلك أن تلك الأبدان المثالية كالأبدان الجسمية لها جميع الحواس والمشاعر الظاهرة والباطنة ، والمدرك فيهما النفس ، الا أنها تدرك في هذا العالم بآلات جسمانية ، وفي عالم المثال بآلات سبحانية ، فسماعهم عليهم السّلام له كان باعتبار وجود



[1] سورة الزمر : 30 .

402

نام کتاب : الرسائل الفقهية نویسنده : الخاجوئي    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست