إبطال الدور المتوهّم في إثبات الإمامة ( * ) بسم الله الرحمن الرحيم مسألة : قال لا زالت أعلام علمه على العالمين منشورة ، وقناة أعدائه مغموزة مكسورة - : ( كان ممّا شاع وذاع وملأ الأسماع وعليه الإجماع أنّ في القرآن من النصوص الجليّة على إمامة الأئمّة أكثر من أنْ تحصى ، فيكون حينئذ مُثْبِتاً لإمامتهم ، وقد كان مثله أيضاً أنّه لا يعرف إلَّا من جهتهم كما تقدّم ، فكأنّه مُثْبِتٌ مُثْبَتٌ وهم كذلك ، فما المفرّ من الدور ؟ ! ) . الجواب : ومن الله استمدّ الصواب - : الظاهر أنّ عبارة السؤال مغلوطٌ فيها ، وإلَّا فلا يخفى على ذي مسكة أنّ هذا ليس من الدور في شيءٍ إذ الدور توقّف الشيء على ما يتوقّف عليه توقّفاً تامّاً من جميع الجهات والقيود والحيثيات ، بحيث إذا ثبت ثبت وإذا انتفى انتفى ، وما هنا ليس كذلك ، إذ غاية ما فيه من الإشكال كون الشيء مُثْبِتاً مُثْبَتاً ، ولا ضير فيه إذا كان من جهتين كما هنا ، ولكن لا بأس بالكلام على متن السؤال ، فنقول : قد شاع وذاع وملأ الأسماع وطبق الأصقاع وعليه الإجماع عدم انحصار إثبات إمامة أُولئك الأعيان عليهم سلام الملك الديّان في ما دلّ عليه القرآن ، بل الأدلَّة
( * ) وردت هذه المسألة ضمن الرسالة الثلاثين ( الدرر الفكرية في أجوبة المسائل الشبّريّة ) .