ويؤيّده : إنّ المحدّث العلي السيّد هاشم التوبلي عدّه في الكتاب الذي ألَّفه في بيان من رجع إلى الحقّ في جملة الراجعين ، ونقل أيضاً - : أنّه كان زيديّاً جاروديّاً . فلعلَّه بمعونة هذا الخبر وغيره صار مخلصاً إماميّاً . وفي ( روضات الجنّات ) عن الزمخشري ، في تفسير قوله تعالى : * ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) * [1] - : ( إنّ أبا حنيفة كان يفتي سرّاً بوجوب نصرة زيد بن علي بن الحسين ، وحمل المال إليه ) . إلى أنْ قال : ( حتى قالت له امرأةٌ : أشرت على ابني بالخروج مع إبراهيم ، وقد قتل ؟ فقال لها : يا ليتني مكان ابنك ) [2] . انتهى . وفي بالي أنّ السيّد المذكور ذكر أيضاً هذا الكلام ، ولم يحضرني الآن الكتاب ، لأُلاحظ هذا المقام . ويؤيّده أيضاً : ما في كتاب الروضات أيضاً : ( إنّ الفاضل الميبدي في شرح الديوان المرتضوي ، نسب إليه هذا الشعر القوي : حبّ اليهود لآل موسى ظاهرٌ * وولاؤهم لبني أخيه بادي وإمامهم من نسل هارون الأُولَى * بهم اقتدوا ولكلّ قوم هادي وكذا النصارى يكرمون محبّةً * لمسيحهم نجراً من الأعواد ومتى توالى آل أحمد مسلمٌ * قتلوه أو شتموه بالإلحاد هذا هو الداء العضال لمثله * ضلَّت حلوم حواضر وبوادي لم يحفظوا حقّ النبيّ محمّدٍ * في آله والله بالمرصاد [3] وما ذكره فيه أيضاً : ( إنّ أبا حنيفة مات في حبس المنصور ) . فلعلّ ذلك إنْ لم يثبت كونه على ردّه ولاية القضاء كان لاستشعاره منه إسرار الحقّ المنصور ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلَّا على الظالمين .