( الكافي ) عن زرارة ، عن الباقر عليه السلام ، قال : « النبيُّ الذي يرى في منامه ويسمعُ الصوتَ ولا يعاينُ المَلَك ، والرسولُ الذي يسمعُ الصوتَ ويرى في المنام ويعاينُ المَلَك » [1] . وعن الحسن بن [ العباس ] [2] المعروفي ، عن الرضا عليه السلام : « إنَّ الرسولَ الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي ، وربّما رأى في منامه نحو رُؤيا إبراهيم عليه السلام ، والنبيُّ ربّما سمع الكلام وربّما رأى الشخص ولم يسمع » [3] . وعن الأحول ، عن الباقر عليه السلام : « الرسولُ الذي يأتيه جبرئيل قُبُلًا فيراه ويكلَّمه ، فهذا الرسول ، وأمَّا النبيّ فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم عليه السلام ، ونحو ما كان رأى رسول الله صلى الله عليه وآله من أسباب النبوّة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل عليه السلام من عند الله بالرسالة . وكان محمَّد صلى الله عليه وآله حين جُمع له النبوّة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلَّمه بها قُبُلًا . ومن الأنبياء مَنْ جُمع له النبوّة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلَّمه ويحدّثه ، من غير أنْ يكون يرى في اليقظة » [4] . فقد دلَّت هذه الأخبار وما بمعناها من الآثار بعد ضمّ بعضها إلى بعض على أنّ الفرق بين الرسول والنبيّ هو معاينة الملك في اليقظة وعدمها ، فمَنْ عاينه فهو رسول ومَنْ لا فلا . ثمّ اعلم أنّه لا منافاة بين ما في خبر زرارة من أنَّ النبيَّ يرى الملك في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ، وبين ما في خبر المعروفي من أنَّ النبيَّ ربّما سمع الكلام وربّما رأى الشخص ولم يسمع لأنّ هذا الاختلاف بالنظر إلى اختلاف طبقات الأنبياء ومراتبهم ، فقد يجتمع لأحدهم جميع مراتب النبوّة ما سوى تحديث الملك في اليقظة ، وقد يجتمع لأحدهم مرتبتان أو أكثر أو أقلّ . ففي ( الكافي ) في باب طبقات الأنبياء والمرسلين والأئمّة عليهم السلام عن هشام بن سالم ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام
[1] الكافي 1 : 176 / 1 . [2] في المخطوط : ( علي ) ، وما أثبتناه من المصدر ، وليس في الكتب الرجاليَّة التي بين أيدينا من يُسمّى بهذا الاسم . [3] في المخطوط : ( علي ) ، وما أثبتناه من المصدر ، وليس في الكتب الرجاليَّة التي بين أيدينا من يُسمّى بهذا الاسم . [4] الكافي 1 : 176 / 3 ، البحار 11 : 54 / 51 .