بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستَعين مقدّمة المؤلَّف الحمد لله الذي خلقَ الموتَ والحياةَ ليبلوَ عبادَه أيُّهم أحسنُ عملًا [1] ، وجعلَ الدنيا مضماراً لإستباق خلقه فيها إلى الدرجات العُلى ، والصلاةُ والسلامُ على أفضل خليقته وأكمل بريّته محمَّدٍ المصطفى وآلِه الطاهرين ساداتِ الملا ، أوّل صادرٍ من المبدأ الأَعلى ، وأَوّل سابق في جواب : * ( أَلَسْتُ ) * ؟ ب : * ( بَلى ) * [2] ، ورضيَ الله عن علمائهم ، ومربِّي أيتامهم [3] والمقتفين لآثارهم كَمَلَا . أما بعد : فيقول الفقيرُ إلى رحمة ربِّه الملكِ الصمدانيِّ علي ابن المرحوم الشيخ حسن [4] ابن المقدس الشيخ علي ابن المرحوم الشيخ سليمان البلادي البحراني ، عفا
[1] قال تعالى : * ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ والْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) * . الملك : 2 . [2] في حاشية المخطوط ورد ما يلي : روي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أن بعض قريش قال لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله : بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بُعثت آخرهم وخاتمهم ؟ فقال : « إني كُنت أوّل مَنْ آمن بربّي ، وأوّل مَنْ أجابَ حيثُ أخذ اللَّهُ ميثاقَ النبيين وأشهدهم على أنفسهم . ألستُ بربِّكم ؟ قالوا : بلى ، فسبقتُهم بالإقرارِ باللَّه عزَّ وجلَّ » . ح . ع . ني . وهذا الرمز لابن المؤلف العلَّامة الشيخ حسين القديحي ( ت 1387 ه ) . الكافي ج 1 ص 10 . [3] الروايات بهذا المعنى وهو كون العالم كافلًا ومربياً ومنقذاً لأيتام آل محمد صلى الله عليه وآله عديدةٌ ، منها : ما ورد عن السبط الشهيد أبي عبد اللَّه عليه السلام : « من كفلَ لنا يتيماً قطعته عنا محنتُنا ، فواساه من علومنا التي سقطت إليه ، حتى أرشده بهداه ، قال له اللَّه عزَّ وجلَّ : يا أيُّها العبدُ الكريمُ المواسي ، إنّي أولى بهذا الكرم ، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كلِّ حرفٍ علَّمه أخاه ألفَ ألف قصر ، وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم » . [4] انتقل إلى رحمة ربه مهاجراً بعد الحج لزيارة النبي صلى الله عليه وآله بالمنزل المعروف برابغ سنة ( 1281 ) ه . أنوار البدرين : 270 .