أنّها تدفع جميع ما تستطيع إنتاجه ثمناً لتسديد الفوائد والأرباح الرّبويّة للدول الثريّة ، ولا يخفى ما في هذه المأساة من الإضرار والإخطار العظيمة لهذه الشعوب ، ومن الواضح أنّ هذا العالم وهكذا مجتمع يزداد فيه الغني غنى وثراءً ، والفقير فقراً ومسكنةً إنما يبني أركانه ودعائمه على الظلم والجور ، وقد قرأت قبل فترة إحصائيات مثيرة وعجيبة حول هذا الموضوع ، فالإحصائيات تؤكد على أنّ ( 80 ) من ثروات الدنيا في أيدي ( 20 ) من شعوب العالم ، و ( 20 ) من ثروات الدنيا فقط تحت اختيار ( 80 ) من سائر الناس ، يعني إذا افترضنا أنّ عدد أفراد البشر في العالم مائة نفر ، ونفترض أنّ ثروات الدّنيا مائة دينار ، فإنّ عشرين نفراً يمتلكون ثمانين ديناراً منها ، وعشرين ديناراً فقط في أيدي ثمانين نفر ! ! ومن المؤكد أنّ أحد الأسباب المهمة في تحقق وازدياد هذه الفاصلة الطبقيّة هو الرِّبا ، وعلينا أن نشكر الله تعالى أنّ مجتمعنا الإسلامي وببركة الإسلام والثورة الإسلامية يمرّ في حالة تحوّل عن هذه الظاهرة الخطرة ، بالرغم من أنّه لا تزال تفصلنا عن الوصول إلى الأهداف المنشودة بون وفاصلة . رابعاً : تجميد الإحساسات والعواطف الإنسانية . إنّ أحد معطيات وعوائد الرِّبا هو أنّه يؤدّي إلى أضعاف العواطف الإنسانية بين أفراد البشر ، وهذه المسألة وردت في الرّوايات الكريمة بصورة مؤكدة