responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الربا والبنك الإسلامي نویسنده : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 40


الآخرين في المجتمع الإنساني ، فيكون حالهم حال بعض الحشرات التي تعيش على امتصاص دم الحيوانات الأخرى دون أن تبذل جهداً في تحصيل قوتها ، وعمل المرابي هذا يكون مصداقاً للرواية المشهورة عن الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) حيث قال : ( ملعون من ألقى كلَّه على النّاس ) [1] . المصارف والبنوك الرّبويّة في عالم اليوم كذلك ، حيث تعدّ بؤرة لجذب الأرباح الكاذبة ، فتتراكم ثرواتها يوماً بعد آخر في مقابل ازدياد فقر الفقراء وبؤس المساكين في المجتمع .
الثّالث : الرِّبا هو المصداق البارز للظَّلم .
لقد تقدّم في الآية - 279 - من سورة البقرة : * ( لا تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ ) * ، فالقرآن الكريم يضع الرِّبا في دائرة الظلم ، فلا ينبغي للمسلم أن يظلم الآخرين في أخذه الفائدة على القرض ، وكذلك إذا أعطيتم قرضاً لأحد الأشخاص وأبى المقترض من تسديد دينه لكم ، فإنّكم في هذه الحالة مظلومين ، وقد ظلمكم المدين بامتناعه عن إعادة رأس المال لكم ، فكما لا ينبغي لكم ظلم الآخرين بأخذ الفائدة على القروض ، فكذلك لا يجدر بالآخرين ظلم الدائن وصاحب المال بالامتناع من تسديد القرض أو التسويف والمماطلة .
فالآية الشريفة المذكورة أعلاه تعتبر الرِّبا أحد مفردات الظلم ، ولا يحتاج قبح الظلم إلى بيان ، لأنّه من المستقلَّات العقلية كما في اصطلاح



[1] وسائل الشّيعة ، المجلد 12 ، أبواب مقدمات البيع ، الباب 6 ، الحديث 10 .

40

نام کتاب : الربا والبنك الإسلامي نویسنده : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست