المسلمين [1] . ونقرأ في الحديث الشريف : « بلغ أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن رجل أنّه كان يأكل الرِّبا ويسمّيه اللَّباء فقال : لأن أمكنني الله منه لأضربنّ عنقه » ، واللَّباء يعني أوّل اللبن الذي يرضعه الطفل من أمّه ، فيكون مادّة حياته [2] . وعلى أيّ حال ، فإنّ الإجماع واتفاق جميع علماء الإسلام قائم على حرمة الرِّبا ، بل إنّ هذا الحكم من ضروريات الدين . * * * الدّليل الرّابع : دليل العقل : وهو الدّليل الذي قلَّما ذكر في هذا المورد [3] ، ولكن بما أنّ الرِّبا من المصاديق البارزة للظلم - وسيأتي شرح هذا الموضوع في بحث حكمة تحريم الرِّبا - بل إنّ الرِّبا من أفحش أنواع الظلم وأشدّه ، وحرمة الظلم من المستقلَّات العقلية ، فعلى هذا يكون الرِّبا قبيحاً عقلا وحراماً . مضافاً إلى أنّ الرِّبا مصدر لمفاسد كثيرة والتي يستقلّ العقل بقبحها أيضاً ، وبذلك يكون الرِّبا حراماً عقلا من هذه الجهة أيضاً ، فمن ينكر أنّ الكثير من الأفراد قد تحطمت معيشتهم على صخرة الرِّبا ، بل إنّ بعض المجتمعات
[1] الحكم الضّروري يطلق على الحكم الذي يدركه كل من أسلم حديثاً بعد مدّة قصيرة وأنّه من أحكام الإسلام ، مثل وجوب الصلاة وحرمة شرب الخمر و . [2] وسائل الشّيعة ، المجلد 12 ، أبواب الرِّبا ، الباب 2 ، الحديث 2 . [3] بل لم نجد أحداً استدلّ بهذا الدّليل على حرمة الرِّبا .