الطَّائفة الرّابعة : الرّوايات التي تدلّ على هلاك المرابين في الدنيا : قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « إذا أراد الله بقوم هلاكاً ظهر فيهم الرِّبا » [1] . ومعنى هذه الرّواية أنّ للربا عقوبة دنيوية أيضاً ، وينتهي بهلاك المرابين ، وهذا المعنى ورد أيضاً في رواية أخرى كذلك [2] . وقد يبرز لنا سؤال وهو : لما ذا إذا أراد الله هلاك قوم أشاع بينهم الرِّبا حتّى ينتهي إلى دمارهم وهلاكهم ؟ الجواب على هذا السؤال واضح ، فإنّ إرادة الله تبارك وتعالى لا تكون عفوية وبدون دليل ، فلا بدّ أن يرتكب هؤلاء الأقوام من الذنوب والآثام الشديدة بحيث تكون سبباً في أنّ الإرادة الإلهية تتعلق بإهلاكهم وتدميرهم ، وهكذا ينتشر الرِّبا في شرايين المجتمع الاقتصادية ، وينخر في مفاصل بنيتهم الاجتماعية حتى يقضي عليهم . وهناك ملاحظة جديرة بالتأمل وهي أنّه ليس من الضروري أن يكون هلاك الأقوام الحاضرة دائماً مثل هلاك الأقوام الماضية التي عوقبت بالزلزلة والصاعقة والرياح الصرصر ، كقوم لوط وعاد وثمود ، بل قد يكون إهلاك أمّة من الأمم يتخذ أشكالا أخرى ، كأن يكون بسبب الأمراض العسيرة العلاج والمزمنة كالأيدز ، وكذلك الاعتياد بالمخدرات ، وأنواع الأمراض النفسيّة
[1] وسائل الشّيعة ج 12 ، أبواب الرِّبا ، ب 1 ، ح 17 . [2] عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنّه قال إذ ظهر الزنا والرِّبا في قرية أذن في هلاكها ، مستدرك الوسائل المجلد 13 ، أبواب الرِّبا ، الباب ( 1 ) ، الحديث 11 .