4 - البنوك محل جمع الثّروات ورؤس الأموال الرّاكدة : إنّ كلّ فرد من أفراد المجتمع يمتلك مقداراً من رأس المال القليل أو المتوسط أو الكثير ، وهذه الثّروات المتناثرة تكون في الغالب راكدة ومجمّدة دون الاستفادة منها ومن قدرتها على تحريك عجلة الاقتصاد ، مضافاً إلى أنّ التّجار وأرباب الصنائع يقومون عادةً بتجميد حصّة من رؤس أموالهم عند الحاجة والضرورة كاحتياط ورصيد مطمئن لرفدهم بالنّقد في ساعة المحنة والحوادث غير المتوقعة . وكيف كان فإنّ هذه الأموال المتفرقة في أيدي الناس تشكل مبلغاً باهظاً وثروةً تبلغ المليارات ، ولكنّها معطَّلة ومجمّدة وغير مستثمرة في خدمة المجتمع . وعند ما يقوم البنك بجمع هذه الأموال المتفرقة والمشتتة والراكدة في مكان مركزيٍّ واحد ، فإنّه سيخلق منها قوّةً عظيمة وقدرةً خلَّاقة في سبيل الاستفادة منها بالطرق السليمة ، وسينتج عنها خدمات جدا عظيمة ومثاليّة للمجتمع البشري . فعلى هذا الأساس ، فإنّ تجميع الأموال والثّروات الراكدة والمشتتة وتبديلها وتحويلها إلى رأس مال عظيم ينتفع به في شتّى مجالات الحياة ، هو أحد الخدمات الكبيرة والسّليمة للبنوك . ولو دققنا النّظر في هذه المسألة أكثر لتوصلنا إلى نكات جديدة في هذا المجال ، حيث إنّ المالك الأصلي لأموال وثروات النّاس في الواقع هو البنك ، لأنّ النّاس يتعاملون دائماً مع الصّكوك المصرفيّة ، حيث يضعون أموالهم