responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري    جلد : 1  صفحه : 432


أن يلغى نظام الربا من أول خطوة ، وعند إلغائه سوف يبرز إلى الوجود نظام غير ربوي حسب متطلبات الحياة وتشريعات الإسلام .
وليس من السهل إلغاء نظام الربا في حياة اقتصادية كهذه ، فإن للربا جذورا قوية في قلوب الأفراد ، فلا بد أن يستعان بالإسلام في قراراته لمصارعة الربا ، فإن الإسلام لم يذكر معايب الربا فحسب وإنما حرمه وبغضه إلى النفوس وأبطل الصفقات القائمة عليه بموجب القانون الإلهي ، فهو من الناحية التكليفية محرم ومن الناحية الوضعية باطل لا يترتب عليه أي أثر . وأكثر من ذلك فإن الإسلام اعتبر آخذ الربا ومعطيه وكاتبه وشاهديه قد فعلوا جريمة فلعنهم على لسان الحديث ، ويعاقب الإسلام مرتكبي الربا بالقتل لا حرمة الربا من ضرورات الدين ، فمستحله يدخل في سلك الكافرين ، بالإضافة إلى أن الإسلام أسس نظاما للمالية جعل قسما منه الزكاة وقسما منه الخمس ، وهما لإصلاح عامة الناس وتربيتهم لتنمو في أنفسهم صفات يجري فيها روح الإيثار والتعاون والتكافل بعكس نتائج الربا المتقدمة ، فالنظام الإسلامي هو المعين على ترك الربا .
ولكن يبقى التعجب من المسلمين في البلدان الإسلامية التي أخذت النظام الربوي من دون تفحص ورؤية ، ونذكر هنا ما قاله السيد قطب « في عالم الاقتصاد لا يلجأ الفرد إلى الاستدانة ، وله رصيد مذخور ، قبل أن يراجع رصيده ، فيرى إن كان فيه غناء . ولا تلجأ الدولة إلى الاستيراد قبل أن تراجع خزائنها وتنظر في خدماتها ومقدوراتها كذلك ، أفلا يقوم رصيد الروح ، وزاد الفكر ووراثات القلب والضمير ، كما تقوم السلع والأموال في حياة الناس ؟ ! . بلى ! ولكن الناس في هذا العالم الذي يطلق عليه اسم ( العالم الإسلامي ) لا تراجع رصيدها الروحي وتراثها الفكري ، قبل أن تفكر في استيراد المبادئ والخطط واستعارة النظم والشرائع من خلف السهوب ومن وراء البحار ! » [1] .



[1] العدالة الاجتماعية في الإسلام ص 3 .

432

نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري    جلد : 1  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست