responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخراجيات نویسنده : المحقق الكركي    جلد : 1  صفحه : 84


واستفاضة الأخبار عن أئمة الهدى ومصابيح الدجى ، وصحة طرق كثير منها ، واشتهار مضمونها ، لم يكن خلافه قادحا ، فكيف والحال كما قد عرفت .
فها نحن قد قرر نالك في هذه المسألة ، وأوضحنا لك من مشكلاتها ما يجلي صدأ القلوب ، ويزيل أذى الصدور ، ويرغم أنوف ذوي الجهل ، ويشوه وجوه أولي الحسد الذين يعضون الأنامل غيظا وحنقا ، ويلتجئون في تنفيس كربهم إلى التفكه في الأعراض ، والتنبيه على ما يعدونه بزعمهم من العورات ، ويطعنون بما لا يعد طعنا في الدين ، يمهدون بذلك لأنفسهم في قلوب دهماء العامة وضعفاء العقول وسفهاء الأحلام محلا ، ولا يعلمون أنهم قد هدموا من دينهم ، وأسخطوا الله مولاهم ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
فإن ما أوردناه من الأخبار عن الأئمة الأطهار عليهم السلام وحكيناه من فقهاء العترة النبوية المبرئين من الزيغ والزلل ، إن كان حقا يجب اتباعه والانقياد له ، فناهيك به وكانوا أحق بها وبأهلها وأي ملامة على من اتبع الحق ، وتمسك بهدي قادة الخلق لولا أنعمه عن صوب الصواب ، والغشاء عن نور اليقين . وإن كان باطلا ما أثبتناه من الأخبار الكثيرة والأقوال الشهيرة فلا سبيل لنا إلى مخالفتهم وسلوك غير جادتهم ، والحال : أنهم قدوتنا في أصول ديننا وعمدتنا في أركان مذهبنا ، وكيف نتبعهم حينا ونفارقهم حينا ؟ يحلونه عاما ويحرمونه عاما .
شعر :
وما أنا إلا من عزية إن غوت * غويت وإن ترشد عزية أرشد على أن الحاسد لا يرضى وإن قرعت سمعه الآيات ، والمغمض لا يبصر وإن أتى بالحجج البينات ، ولو راجع عقله وتفكر لم يجد فرقا بين حل الغنائم وحل ما نحن فيه بل هذا إنما هو شعبة من ذاك ، فإنه إذا كان المبيح له والإذن في تناوله واحدا فأي مجال للشك ، وأي موضع للطعن لولا عين البغضاء وطوية الشحناء ؟

84

نام کتاب : الخراجيات نویسنده : المحقق الكركي    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست