نام کتاب : الحج والعمرة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 90
فَرَفَعوهُ ، ثُمَّ تَناوَلَهُ ( صلى الله عليه وآله ) فَوَضَعَهُ في مَوضِعِهِ ، فَخَصَّهُ اللهُ بِهِ [1] . فائدة حول تجديد بناء البيت يذكر أهل الأخبار أنّ البيت قد تهدّم مرارًا ، وأنّ السيول قوّضت قواعده عدّة مرّات ، لذلك لم يتمكّن بيت إبراهيم وإسماعيل من البقاء ، ولكنّ الجاهليّين حرصوا على المحافظة على أُسسه وشكله وموضعه ، وأنّهم كانوا - بعد كلّ هدم أو تصدّع يصيبه - يحاولون إرجاعه إلى ما كان عليه في أيّام آبائهم وأجدادهم جهد إمكانهم ، لا يُحدِثون فيه تغييرًا ولا يُدخلون على صورة بنائه تبديلاً . والبيت الحرام بناء مكعّب ، ولذلك قيل له : " الكعبة " . وَصَفه أهل الأخبار فقالوا : كانت الكعبة قبل الإسلام بخمسة أعوام صنمًا ، أي حجارةً وضعت بعضها على بعض من غير ملاط ، فوق القامة ، وقيل : كانت تسع أذرع من عهد إسماعيل ، ولم يكن لها سقف ، وكان لها باب ملتصقة بالأرض ، وكان أوّل من عمل لها غلقًا هو تُبّع . ثمَّ صنع عبد المطّلب لها بابًا من حديد ، حلاّها بالذهب من ذهب الغزالين . وهو أوّل ذهب حلّيت به الكعبة . ووصفُ أهل الأخبار لها على النحو المذكور يجعلنا نتصوّرها وكأنّها خَرِبة بدائيّة بسيطة ، هي ساحة تكاد تكون مربّعة أُحيطت بجدار من أحجار رضمت بعضها فوق بعض من غير مادّة بناء تمسك بينها ، تحطّ في فنائها الطيور وسباع السماء ، ولا يحول بين أرضها وبين أشعّة الشمس المحرقة والأمطار التي تنزل على مكّة أحيانًا ، على شكل مياه خارجة من أفواه قرب ، أيّ حائل . إنّها في الواقع حائط من أحجار لا يزيد ارتفاعه على قامة إنسان . ويذكر بعض أهل الأخبار أنّ أوّل من بنى جدار الكعبة عامر الجادر من
[1] الكافي : 4 / 217 / 3 عن سعيد بن عبد الله الأعرج .
90
نام کتاب : الحج والعمرة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 90