نام کتاب : الحج والعمرة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 54
المسافة الدقيقة لهذه الحدود إلى جدار المسجد الحرام ، عادًّا إيّاها بالذراع ، فكان بينها وبين القياسات المذكورة آنفًا بعض الاختلاف . وعلى سبيل المثال ، يقول الفاسيّ في تحديد الحرم من جهة الطائف ، عن طريق عرفة : " من جدار باب بني شيبة إلى العَلَمين اللذين هما علامة لحدّ الحرم من جهة عرفة سبعة وثلاثون ألف ذراع وعشرة أذرع وسبعة أذرع ، بذراع اليد " [1] . ولمعرفة حدود الحرم وتعيينها أهميّة قُصوى ، إذ أنّ لها دخلا ً في كثير من الأحكام . وقد غدا تشخيص هذه الحدود ميسّراً بوجود الأنصاب التي أُقيمت علامات من كلّ الجهات . وكان إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) قد نَصَب الأنصاب من كلّ الجهات - ما عدا سمت جدّة والجعرانة - بدلالة من جبرئيل ( عليه السلام ) الذي كان يُريه مواضعها [2] . وجدّدها إسماعيل ( عليه السلام ) ، وقُصيّ بن كلاب ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . . . ثمّ تعاقَب الحكّام على تجديدها المرّةَ بعد المرّة [3] . ويدلّ البحث الميدانيّ ، في الوقت الحاضر ، على أنّ هذه العلائم ما تزال قائمة . وهذه الأنصاب والحدود الستّة إنّما تعيّن حدود الحرم في الطرق المؤدّية إليه ، أمّا أنصاب وحدود الحرم كلّه فهي أكثر بكثير [4] .
[1] شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام : 1 / 59 . [2] أخبار مكّة للفاكهيّ : 5 / 225 / 192 ، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام : 1 / 55 ؛ جواهر الكلام : 7 / 396 ، المفصّل في تاريخ العرب : 6 / 441 . [3] أخبار مكّة للأزرقيّ : 2 / 129 ، أخبار مكّة للفاكهيّ : 2 / 273 ، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام : 1 / 55 ؛ الكافي : 4 / 211 / 18 . [4] الحرم المكّيّ الشريف والأعلام المحيطة به : 71 و 87 .
54
نام کتاب : الحج والعمرة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 54