responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحج والعمرة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 26


ولكن . . . ما العمل ؟ ! وأين نمضي بهذا الغمّ العظيم حيث صار الحجّ مهجوراً كالقرآن ؟ ! إنّه كما خَفِي عنّا كتاب الحياة والكمال والجمال هذا في الحُجب التي صنعناها ، وكما دُفِنت خزانة أسرار الخليقة في جوف أكداس تربة أفكارنا العوجاء ، وهبط لسان الأُنس والهداية والحياة إلى لسان الوحشة والموت والقبر . . . فكذلك مُنِي الحجّ بهذا المصير ! فصار من عاقبة الأمر أنّ ملايين المسلمين يقصدون " مكّة " كلّ عام ، ويضعون أقدامهم على أرض وطأها " النبيّ " و " إبراهيم " و " إسماعيل " و " هاجر " . . . ولكن لا أحد يسأل نفسه : مَن إبراهيم ومحمّد ( عليهما السلام ) ؟ وماذا فَعَلا ؟ وما كان هدفهما ؟ وما يريدان منّا ؟
والخلاصة أنّ على المسلمين جميعاً أن يجِدّوا في تجديد حياة الحجّ والقرآن الكريم ، وفي إعادتهما إلى ميادين حياتهم " [1] .
بعد التأمّل في روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) يتبيّن أنّ إفراغ الحجّ من جهتيه السياسيّة والاجتماعيّة إنّما هو مؤامرة خطرة ، لها جذور في التاريخ الإسلاميّ . وقد اجتهد أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بكلّ ما يمكن ، ليبصِّروا الناس بهذه المؤامرة ، حتّى إنّهم عدُّوا الحجّ الخالي من الجهة السياسيّة والاجتماعيّة حجّ الجاهليّة .
ولا ريب أنّه في اليوم الذي يتّخذ فيه الحجّ موضعه الواقعيّ في العالم الإسلاميّ ، ويؤدّي فيه المسلمون هذه الفريضة الإلهيّة ببصيرة وبنحوه اللائق سيأخذ الإسلام مقاليد العالم ويتمكّن آنذاك من الحكم على العالم ، نأمل بلوغ ذلكم اليوم .
وهذا الكتاب يجلّي أُصول الحجّ الإبراهيميّ المحمّديّ صلوات الله عليهما ، من متن الكتاب والسُّنّة . وقد حرصنا على عرض كلتا جهتي الحجّ الفرديّة والاجتماعيّة من خلال النصوص الإسلاميّة ، وعلى بيان أهمّ قضايا السفر إلى الحرمين الشريفين التي ينبغي أن يعتني بها زائر وبيت الله والروضة النبويّة المنوّرة .



[1] نبذة من بيان الإمام الخمينيّ لزائري بيت الله الحرام ، في الخامس من ذي الحجّة الحرام 1408 ه‌ . ق .

26

نام کتاب : الحج والعمرة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست