نام کتاب : الحج والعمرة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 24
الحجّ وفرائضه ، ومتدبِّراً في غاياته - ليفوز دونما شكّ بنتائج نفيسة . لقد انبسطت أمام المرء فرصةُ الإحرام والتلبية ، وفرصة الطواف والصلاة ، وفرصة السّعي والهَرولة ، وفرصة الوقوف بعرفات والمشعر ومنى ، وفرصة الرمي والتضحية ، وفرصة ذكر الله . . . فكانت آفاقاً موّاجة بالروح والحياة ، في كلّ هذه المراحل . إنّ هذه الفرص ، بمجموعها ، يمكن أن تغدو لكلّ امرئ دورة تدريبيّة قصيرة المدى في الرياضة الروحيّة الشرعيّة ، وفي البناء الداخليّ للإنسان . . . لتكون منطلقاً لتحوّل عميق في الأخلاق وفي السلوك الفرديّ لزائر بيت الله . وهذه الغاية من غايات الحجّ هي دائماً ممّا يُعنى به عامّة المسلمين ، وخاصّة أصحاب المُراقبات الروحيّة . بَيْد أنّ المسألة المهمّة التي غالباً ما يُغْفَل عنها هي أنّ الأهداف الفرديّة جزء من غايات الحجّ ، وأنّ الانتفاع بالكنوز العظيمة لهذه الفريضة الإلهيّة هو أرقى من الجهة الفرديّة ، وأنّ ما في هذا المؤتمر العظيم من آثار ومنافع لعامّة المسلمين - بل لأفراد البشر في العالم - هو أهمّ وأثمن من المنافع الفرديّة . والنقطة الجديرة بالاهتمام هي أنّ القرآن الكريم - لدى بيانه حكمةَ الحجّ وغايته - يؤكّد بالدرجة الأُولى على أهداف الحجّ الاجتماعيّة وعلى آثاره ومنافعه للناس كافّة . إنّ غاية الكعبة وحكمة الحجّ - في نظر القرآن الكريم - تأمين منافع الناس ( جَعَلَ اللهُ الكَعبَةَ البَيتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنّاسِ ) [1] ، أي أنّ الحجّ حركة جَماعيّة لحلّ المعضلات ، وتأمين الحاجات ، ولإنماء المجتمع البشريّ وتطويره . والمسلمون ، في مؤتمر الحجّ العظيم هذا ، إنّما يشهدون منافع لهم . . . كما يعبّر