والتّحمّل للمشاقّ ، والسّكن في واد غير ذي زَرع [1] ، وبناء البيت ، والتّضحية بإسماعيل . . . إنّما هي مقدّمة للبعثة والرّسالة الّتي كرّر فيها خاتم الأنبياء خطاب أوّل وآخر بُناة الكعبة ومشيّديها ، وأبلغ رسالته الأبديّة بكلمات أبديّة : ( إنَّني بَريءٌ مِمّا تُشرِكونَ ) [2] .وإذا فسّرنا البراءة بغير هذا فلا أوثان في زماننا المعاصر أصلاً . تُرى أيّ إنسان عاقل لم يتعرّف على الوثنيّة الجديدة في أشكالها وتزويرها ومكائدها ، ولا علم له بسلطة بيت الأوثان - كما هو البيت الأسود [ في واشنطن ] - تتحكّم على البلدان الإسلاميّة ، وعلى دماء المسلمين وأعراضهم ، وعلى العالم الثّالث ؟ ! " [3] .5 / 2 الأَنبِياءُ وحِجُّ البَيتِ آدَمُ ، نوحٌ ، الخِضرُ ، هودٌ ، صالِحٌ ، إبراهيمُ ، موسى ، سُلَيمانُ ، يونُسُ ، عيسى ( عليهم السلام ) 753 - زُرارَة : سُئِلَ أبو جَعفَر ( عليه السلام ) عَنِ البَيتِ : أكانَ يُحَجُّ إلَيهِ قَبلَ أن يُبعَثَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) ؟قالَ : نَعَم ، لا يَعلَمونَ أنَّ النّاسَ قَد كانوا يَحُجّونَ ، ونُخبِرُكُم أنَّ آدَمَ ونوحًا وسُلَيمانَ قَد حَجُّوا البَيتَ بِالجِنِّ والإِنسِ والطَّيرِ . ولَقَد حَجَّهُ موسى عَلى جَمَل أحمَرَ ، يَقولُ : لَبَّيكَ لَبَّيكَ ، فَإِنَّهُ كَما قالَ اللهُ تَعالى : ( إنَّ أوَّلَ بَيت وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكًا وهُدًى لِلعالَمينَ ) [4] [5] .
[1] إبراهيم : 37 . [2] الأنعام : 19 . [3] نبذة من بيان الإمام الخمينيّ ( قدس سره ) لزائري بيت الله الحرام ، في الأوّل من ذي الحجّة الحرام / 1407 ه . ق . [4] آل عمران : 96 . [5] تفسير العيّاشيّ : 1 / 186 / 92 .