بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيّد المرسلين ، سيّدنا محمد ، رسول اللَّه المصطفى ، وعلى آله الطيّبين الأئمّة الهداة المهديين . وبعد ؛ لقد بزغ عبر التاريخ رجال وعظماء غيّروا بنتاجهم وجهادهم مسيرة التاريخ حيث انّهم لم يعبؤوا بشيء ولم يهابوا طغيان الظالمين في سبيل إعلاء كلمة الإسلام وإجراء أحكامه المثاليّة وتطبيقها ، وبذلك أناروا درب الهداية والرشاد لشعوبهم . ولا شكّ انّ هؤلاء العظماء الذين قادوا الحركات والثورات التحرّرية الجهادية لامّتهم ، كانوا يمتازون بخصال وصفات فريدة مثل التقى والورع والشجاعة والاستقامة . ولا ريب انّ هذه الميزات والخصال الحميدة ، وبسالتهم الفائقة في تبيين وإراءة السبيل الوحيد لهداية المجتمعات ، تتجلَّى أكثر وضوحا لمّا تقترن هذه القيادات وتتّصف بالقيم العلميّة والاجتهاد . وانّ واحدا من أولئك العظماء والقادة الذي تربّع سدرة الجهاد والاجتهاد ، وتسنّم قمم المبارزة والفقاهة هو آية اللَّه العظمى المجاهد السيّد عبد الحسين النجفي اللاري . ومن المؤسف انّنا نرى عند الحديث عن السيّد يشار فقط إلى الجنبة الجهادية والنضالية من حياته ، ولم تلاحظ الجنبة الاجتهادية والفقاهتية ومعطياته العلمية ، وانّ السيّد في هذه الجهة بقي منسيّا حتى أن منّ اللَّه عزّ وجلّ علينا بإقامة هذا المؤتمر تخليدا لذكراه المجيدة ، وذلك حسب توجيهات قائد الثورة الإسلامية سماحة آية اللَّه السيّد علي الخامنئي دام ظله ، فاستخرجت نتاجات السيد اللاري - المخطوطة والمطبوعة - من مكامنها في المكتبات العامّة وزوايا