مقدّمة التحقيق الاجتهاد بمفهومه الخاصّ عند أهل البيت عليهم السّلام وشيعتهم لم يكن حصرا على فئة خاصّة دون اخرى ، كما عليه بعض الفرق الإسلامية حيث سدّوا باب الاجتهاد وغلَّقوه على أتباعهم ، وبذلك انحصر عندهم الاجتهاد في رجال معدودين ، فالاجتهاد كان متداولا عند الإمامية حتى في عصر الأئمّة عليهم السّلام حيث أمروا أصحابهم باستخراج الفروع من أصولها الصحيحة . وفي بداية الغيبة الكبرى سنة 329 ه تصاعدت حركة الاجتهاد وتزايد نشاط العلماء والفقهاء باستخراج الأحكام الشرعية والقوانين الإسلامية من منابعها الرئيسية ، وقد ظهر في تلك الفترة الزمنية فحول وجهابذة متضلَّعين في الفقه والفقاهة . ومن الذين ظهر نجمهم في سماء الفقه والاجتهاد في القرن الحادي والثاني عشر : الفقيه التقي الورع العلَّامة المير السيّد علي الطباطبائي ، المتوفّى سنة 1331 ه . يعدّ السيّد علي الطباطبائي من النوابغ والفطاحل الَّذين أحاطوا بالفقه وأصوله إحاطة تامّة بلغ منتهاها وغايتها ، حيث إنّه ترك لمن يليه من الفقهاء والمجتهدين ذخيرة عظيمة وروضة ثمينة وأسماها ب « رياض المسائل وحياض الدلائل » ، فهي بحقّ رياض يتنعّم فيها المتنعّمون ، وحياض يغوص فيها الغوّاصون لاستخراج روائحها الطيّبة ، ولآلائها الجملية . وبهذا ساح وغاص سيّدنا المجاهد آية اللَّه السيد عبد الحسين اللاري قدّس سرّه في قصور الرياض وبحور الحياض ، فاستخرج دررها ، وقطف ثمارها ، وشيّد خيارها ، فهو بذلك أحكم غرسها . وعلَّق عليها بتعليقات علميّة شيّقة ، فقهيّة