مقدّمة التحقيق ما أشد حاجة المسلمين في عصرنا هذا وفي هذه الظروف التي تمرّ بها الأمّة الإسلاميّة إلى القدوات والمثل البارزة لكي تقتدي بها ، وتتأسّى بها ، وتخطو خطاها في مسيرتها المصيرية . وما أكثر النماذج الفاضلة التي تخرّجت من مدرسة الوحي والعترة حاملة على عاتقها نشر القيم والتعاليم الإسلامية المنبثقة من ينابيع مدرسة أهل البيت عليهم السلام الذين هم صنو القرآن وعديله . ولا غرو في انّ شيخ الفقهاء الشيخ مرتضى الأنصاري - هو أحد القدوات الفذّة والَّذي ظلّ شمعة تحوم حولها فرّاشات العلم آخذين منه العلم والمعرفة - قد بنى بفكره مدرسة أصولية وفقهية عريقة ، وكتب في هذين المجالين - الفقه وأصوله - كتابين مهمّين وهما « الرسائل » و « المكاسب » واللذين أصبحا مدارين للبحث والتنقيب في الحوزات العلمية التابعة لأهل البيت عليهم السّلام بحيث لا يمكن الاستغناء عنهما ، خاصّة لمن أراد التفقّه في الدين . وقد حاز كتاباه من الأهميّة شأنا عظيما بحيث ما زالا محورين للتحقيق والاجتهاد ، وخاصّة كتابه « المكاسب » الَّذي عكف العلماء والفضلاء على تدريسه ، وشرحه ، والتعليق عليه ، وتوضيح غوامضه ، بحيث قيل : انّه أحرز صدارة الكتب من جهة كثرة الشروح والتعليقات . وهذا الكتاب الذي بين يديك هو إحدى التعليقات الأنيقة والمليئة بنكت علميّة قلَّما يجدها القارئ الكريم في سائر الشروح والتعليقات . .