نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 17
رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان بنفسه يقيم الجمعة ويعقدها ، وبعده أيضاً ما أقامها إلا الخلفاء والأمراء ومن ولّي الصلاة من قبلهم ، حتى وصلت النوبة إلى أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) فكان هو أيضاً كذلك ، وكان من سيرتهم جميعاً تعيين أشخاص معينة لإمامة الجمعة في البلدان وإن كان الغالب تعيين الحكام لها ، فكان عقدها وإقامتها من مناصبهم الخاصة ولم يعهد في عهدهم إقامة شخص آخر لها ، بدون إذنهم حتى في عصر خلافة علي ( عليه السلام ) وهكذا كان سيرة الخلفاء غير الراشدين من الأموية والعباسية ، فكان ينظر ويرى كل واحد من آحاد المسلمين أنه كلما أقبل يوم الجمعة حضر الخليفة بنفسه أو نائبه لإقامتها واجتمع الناس وسعوا إليها ولم يروا قط أحداً يعقدها باختياره . فهذه السيرة والطريقة كانت مشهودة للمسلمين مركوزة في أذهانهم حتى لأصحاب أئمتنا ( عليهم السلام ) ، فالأخبار الصادرة عنهم ( عليهم السلام ) قد ألقيت إلى أشخاص قد شهدوا هذه الطريقة من الخلفاء وعمّالهم ومن الناس في الجمعات وارتكزت هذه الطريقة في أذهانهم من الصغر ، وقد استمر سيرة السلاطين بعد الخلفاء أيضاً على إقامة الجمعة بأنفسهم وعلى نصب أشخاص خاصة لها ، حتى إنّ السلطان إسماعيل الصفوي [1] قد مال إلى إقامتها في قبال العثمانية وكانت الصفوية يعينون أشخاصاً خاصة لإقامة الجمعة في البلدان ، وكان إمامة الجمعة من المناصب المفوضة من قبلهم ، وهكذا كان سيرة القاجارية ، ولأجل ذلك كان في كل بلد شخص خاص ملقباً بلقب إمام الجمعة . والحاصل أنّ إقامة الجمعة وإمامتها منذ عهد الرسول صلّى اللّه عليه وآله إلى زماننا هذا كانت من مناصب سلطان المسلمين ومن بيده أزمّة أمورهم أو المنصوبين من قبلهم .
[1] المراد منه إسماعيل الأوّل - من أحفاد الشيخ صفي الدين الأردبيلي - المؤسس للحكومة الصفوية في إيران في العشر الأوّل من القرن العاشر للهجرة النبوية .
17
نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 17