نام کتاب : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 35
ويدفع التعصب أفراد المجتمع إلى اتخاذ المواقف تبعا للمتعصبين له ، ويختلط الحق بالباطل ، وتلتبس المفاهيم والقيم على الناس ، فيندفعون دون روية ودون بحث عن الحقيقة أو رغبة في المعرفة ، ويتخلل اندفاعهم جدال لا ينتهي إلى شئ ، تصحبه المواقف المتشنجة من اتهامات وتعيير وتحقير ، فتعمى بصائر المتعصبين وتنغلق منافذ الهدى في عقولهم ونفوسهم ومواقفهم ، ففي مثل هذه الحالة لا تنفع معهم المواعظ والارشادات والنصائح ، ولا يدركون الخطر المحدق بهم ، بل يحسبون انهم يحسنون صنعا ، فإذا أغلقوا قلوبهم وانفصلوا عن مصدر الاشعاع الفكري والسلوكي ، فلا يجب على المكلفين حينئذ القيام بدورهم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهم يرون المجتمع يعيش في غبش الأوهام وضباب الأهواء ، واضطراب الولاء القائم على أساس التعصب للأشخاص . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغير فيها بيد ولا لسان ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : وفيهم يومئذ مؤمنون ، قال : نعم . قال عليه السلام : فينقص ذلك من ايمانهم شيئا ؟ . قال صلى الله عليه وآله وسلم : لا ، الا كما ينقص القطر من الصفا ، أنهم يكرهونه بقلوبهم ( 1 ) . وعن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم ، وخفت أماناتهم ، وكانوا هكذا - وشبك بين أنامله - فالزم
1 ) مستدرك الوسائل 12 : 19 .
35
نام کتاب : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 35