نام کتاب : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 94
آمالهم وآلامهم ، وهذه الصفة تجعله قادرا على التأثير على أفكارهم وعواطفهم وممارساتهم العملية ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعود المريض ، ويتبع الجنازة ، ويجيب دعوة المملوك ( 1 ) . وكان صلى الله عليه وآله وسلم يعطي كلا من جلسائه نصيبه ، حتى لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه . وكان يضحك مما يضحكون ويتعجب مما يتعجبون ( 2 ) . فعن زيد بن ثابت قال : كنا إذا جلسنا إليه صلى الله عليه وآله وسلم إن أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا ( 3 ) . وينبغي أن لا تكون لقاءاته مجرد أحاديث ، وأقوال خطابية ، مقتصرة على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويكون الآخرون مجرد مستمعين ، بل ينبغي أن يسمع منهم مثل ما يسمعون منه ، ويستمع إلى اقتراحاتهم وتوجيهاتهم ، فلا ينبغي أن يكون الحديث من جانب واحد يصدر من الأعلى إلى الأدنى . خامسا : الصبر والحلم : إن طريق الدعوة والاصلاح والتغيير طريق طويل ملئ بالمعوقات والعراقيل ، فلا بد وأن يتحلى من تبناه بصفة الصبر ، ولابد وان يتحمل التكاليف المترتبة عليه ، وان يصبر على ردود الافعال الاجتماعية