نام کتاب : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 58
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ( 1 ) والحوار يختلف حسب اختلاف المعتقدات ، فهو يتركز على المفاهيم والأفكار مع غير المسلمين ، وعلى إثارة العواطف مع المسلمين الذين آمنوا بالاسلام فكرا وعاطفة وسلوكا . فقد كان حوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع المشركين حول التوحيد والنبوة واليوم الآخر ، أما حواره مع المسلمين فقد كان حول الممارسات العملية بإثارة عواطفهم اتجاه الأفكار والمفاهيم الاسلامية لتجسيدها في الواقع العملي ، فحينما وزع صلى الله عليه وآله وسلم الأموال على المؤلفة قلوبهم ، اعترض الأنصار وكثر الكلام ، فحاورهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلا : أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال ، وتذهبون بالنبي إلى رحالكم . . . لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار . . . ، فبكى القوم حتى اخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا بالله ربا ورسوله قسما ( 2 ) . سابعا : الاقتداء : من الثوابت في حركة الناس أنهم يقتدون بمن له القدرة على التأثير على عقولهم وقلوبهم وإراداتهم ، وأصحاب القدرة هم الشخصيات التي يحترمهم الناس ، ويكرمونهم ، ويبجلونهم ، وهم الطبقة العليا في المجتمع ، كالرؤساء والقادة وجميع من يتصدر المناصب الحساسة السياسية والدينية والاجتماعية .
1 ) سورة النحل : 16 / 125 . 2 ) صحيح البخاري 4 : 37 باب مناقب الأنصار .
58
نام کتاب : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 58