نام کتاب : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 32
والضرر لا يتحدد بوقت من الأوقات ، قال الشيخ الطوسي : - في ذكره لشروط الوجوب - : ( . . . وعلم أنه لا يؤدي إلى ضرر عليه ولا على أحد من المؤمنين لا في الحال ولا في مستقبل الأوقات ) ( 1 ) . شروط الترك : شرع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لهداية الناس وارشادهم ، وتغيير المحتوى الداخلي للنفس البشرية وما تحمل من أفكار ومشاعر ، لتكون حاكمة على الممارسات العملية من سلوك صالح وأخلاق فاضلة وعلاقات حسنة . والغاية منهما تخليص النفوس من ظلمات الأوهام والانحرافات العقائدية ، وتحريرها من ربقة الشهوات ، لتنتصر على الهوى وتتغلب على الشهوة ، عن طريق استحثاث الطاقة الكامنة في كيان الانسان ، وانماء القدرات الممكنة النماء . كل ذلك يتم عن طريق الانذار والايقاظ بالحجة والبرهان والترغيب بالاستقامة والسمو والتكامل ، فإذا أغلق الانسان منافذ الهداية في كيانه ، ورفض الاستماع أو التلقي غرورا وكبرا ، ولم يستجب للموعظة المراد منها تطهير القلب وتزكية النفس وتحسين الأخلاق ، أو آنس بواقعه العقائدي والسلوكي ، أو كان جاهلا بما يصلحه جهلا مركبا مطبقا على كيانه ، فإذا لم توقظه موحيات الايمان وموجبات الهداية ، ورفضت نفسه الوضيعة السمو إلى الكمال ، فان المواعظ والارشادات المصحوبة بعدم الاستجابة ستكون إضاعة للوقت ، وصرفا للجهد في غير محله .
1 ) النهاية : 299 .
32
نام کتاب : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 32