نام کتاب : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 104
حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم ، وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة ( 1 ) . والعقاب الإلهي له مظاهر وألوان مختلفة ، فقد يكون بنزع البركات ، أو بالآفات السماوية ، أو إذاقة البعض بأس البعض الآخر . قال تعالى : ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض . . . ) ( 2 ) . ثانيا : اللعنة الإلهية : من آثار ونتائج التخلي عن مسؤولية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، شمول الناس اللعنة الإلهية ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : وإن عندكم الأمثال من بأس الله وقوارعه ، وأيامه ووقائعه ، فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه ، وتهاونا ببطشه ، ويأسا من بأسه ، فإن الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلا لتركهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي والحلماء لترك التناهي . . . ( 3 ) . واللعنة إن نزلت على المجتمع جعلته يعيش بعيدا عن اللطف والرأفة والرحمة ، فلا يؤيدهم الله تعالى ، ولا يثبتهم ، ولا يؤنسهم ، ويدعهم لوحدهم دون اسناد ، ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم ، حيث القلق والاضطراب والأزمات النفسية ، بسبب الانحراف والظلم والاعتداء وفقدان الطمأنينة .