responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسير في الإسلام نویسنده : الشيخ علي الأحمدي    جلد : 1  صفحه : 58


وحياته ، ولعلّ كلّ إنسان يستند في حربه إلى حقّ الدفاع عن حقوقه في منافعه ، فيفرض لنفسه حقا ثمّ يشاهد تضييعه فينهض إلى الدفاع عنه ، فكل قتال دفاع في الحقيقة ، حتى انّ الغاشمين من الملوك والمتغلَّبين من الدول يفرضون لأنفسهم نوعا من الحق كحقّ الحاكميّة ولياقة التأمر على غيرهم ، أو عسرة في المعاش أو مضيقة في الأرض أو غير ذلك فيعتذرون بذلك في مهاجماتهم على الناس وسفك الدماء وفساد الأرض وإهلاك الحرث والنسل [1] .
أو دفاع عن الحقّ والعدالة فحسب كالحروب التي وقعت للأنبياء عليهم السلام دفاعا عن الدين والتوحيد ، وذبّا عن حقوق المستضعفين من دون أي إناطة بالمادّيات ، بل كانت عملا بالوظيفة الإلهيّة فقط ( وإن كان الدفاع عن النفس والمال والعرض أيضا مجازا وممدوحا والمقتول فيه شهيدا ) من دون منافسة في سلطان أو التماس شيء من فضول الحطام كحروب رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وأمير المؤمنين والحسين صلوات اللَّه عليهم وكحروب الأنبياء عليهم السلام لأنّ جمعا من الأنبياء قاتلوا في سبيل اللَّه تعالى كما تقصّه التوراة ، والقرآن يذكر طرفا منه ، قال تعالى : « وكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ الله وما ضَعُفُوا ومَا اسْتَكانُوا والله يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ، وما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وثَبِّتْ أَقْدامَنا وانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ » [2] وقال تعالى يقصّ



[1] تفسير الميزان : ج 2 / 71 .
[2] آل عمران : 146 - 147 .

58

نام کتاب : الأسير في الإسلام نویسنده : الشيخ علي الأحمدي    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست