نام کتاب : الاجتهاد والتقليد نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 65
وأما إذا كان بناؤهم على عمل في موضوع مستحدث لم يتصل بزمانهم ، فلا يمكن استكشاف إمضاء الشارع لمثله . وما نحن فيه من هذا القبيل ، فإن علم الفقه أصبح في أعصارنا من العلوم النظرية التي لا تقصر عن العلوم الرياضية والفلسفية ، في حين كان في أعصار الأئمة ( عليهم السلام ) من العلوم الساذجة البسيطة ، وكان فقهاء أصحاب الأئمة يعلمون فتاويهم ، ويميزون بين ما هو صادر من جراب النورة وغيره ، ولم يكن الاجتهاد في تلك الأزمنة كزماننا . فرجوع الجاهل إلى العالم في تلك الأزمنة ، كان رجوعا إلى من علم الأحكام بالعلم الوجداني الحاصل من مشافهة الأئمة ( عليهم السلام ) ، وفي زماننا رجوع إلى من عرف الأحكام بالظن الاجتهادي والأمارات ، ويكون علمه تنزيليا تعبديا ، لا وجدانيا . فرجوع الجاهل في هذه الأعصار إلى علماء الدين وإن كان فطريا ، ولا طريق لهم بها إلا ذلك ، لكن هذا البناء ما لم يكن مشفوعا بالامضاء ، وهذا الارتكاز ما لم يصر ممضى من الشارع ، لا يجوز العمل على طبقه ، ولا يكون حجة بين العبد والمولى . ومجرد ارتكازية رجوع كل ذي صنعة إلى أصحاب الصنائع ، وكل جاهل إلى العالم ، لا يوجب الحجية إذا لم يتصل بزمان الشارع ، حتى يكشف الامضاء ، وليس إمضاء الارتكاز وبناء العقلاء من الأمور اللفظية ، حتى يتمسك بعمومها أو إطلاقها ، ولم يرد دليل على إمضاء كل المرتكزات إلا ما خرج ، حتى يتمسك به .
65
نام کتاب : الاجتهاد والتقليد نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 65