نام کتاب : الاجتهاد والتقليد نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 12
طرف التفريط ، والعذر بأن الاشتغال بتلك المباحث يوجب تشحيذ الذهن والأنس بدقائق الفن ، غير وجيه . فالعاقل الضنين بنقد عمره ، لا بد ] له [ من ترك صرفه فيما لا يعني ، وبذل جهده فيما هو محتاج إليه في معاشه ومعاده ، وهو نفس مسائل علم الفقه الذي هو قانون المعاش والمعاد ، وطريق الوصول إلى قرب الرب بعد العلم بالمعارف . فطالب العلم والسعادة لا بد وأن يشتغل بعلم الأصول بمقدار محتاج إليه - وهو ما يتوقف عليه الاستنباط - ، ويترك فضول مباحثه أو يقلله ، وصرف الهم والوقت في مباحث الفقه ، خصوصا فيما يحتاج إليه في عمله ليلا ونهارا . ومنها : علم الرجال بمقدار يحتاج إليه في تشخيص الروايات ، ولو بالمراجعة إلى الكتب المعدة له حال الاستنباط . وما قيل : من عدم الاحتياج إليه ، لقطعية صدور ما في الكتب الأربعة ، أو شهادة مصنفيها بصحة جميعها ( 1 ) ، أو غير ذلك ( 2 ) ، كما ترى . ومنها : - وهو الأهم الألزم - معرفة الكتاب والسنة ، مما يحتاج إليه في الاستنباط ولو بالرجوع إليهما حال الاستنباط ، والفحص عن معانيهما لغة وعرفا ، وعن معارضاتهما والقرائن الصارفة بقدر الامكان والوسع ، وعدم ] التقصير [ فيه ، والرجوع إلى شأن نزول الآيات وكيفية استدلال الأئمة ( عليهم السلام ) بها . والمهم للطالب المستنبط الأنس بالأخبار الصادرة عن أهل البيت ، فإنها