responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اقتصادنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 88


النظام الأول ، ويكون خاصاً بالانسان وهكذا تعتبر اللغة ، هي شرط النشاط الراقي في الإنسان ، وشرط نشاطه الوقتي ، وركيزة النظر العقلي . فهي التي تتيح للإنسان أن يعكس الواقع ، بأكبر درجة من الدقة . وبهذه الطريقة أثبت ( بافلوف ) أن ما يحدد - أساساً - شعور الإنسان ليس جهازه العضوي ، وظروفه البيولوجية ، بل يحدده - على عكس ذلك - المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان ) ) ( 2 ) ولنأخذ بشيء من التوضيح محاولة ( بولتزير ) هذه ، التي استدل فيها على رأي الماركسية ، بأبحاث ( بافلوف ) .
يرى ( بولتزير ) ، أن من رأي ( بافلوف ) في العمليات الأساسية للمخ ، أنها كلها إستجابات لمنبهات وإشارات معينة . وهذه المنبهات والإشارات ، هي بالدرجة الأولى الإحساسات . ومن الواضح أن الاستجابة التي تحصل عن طريق الإحساسات ، ليست فكرة عقلية مجردة عن الشيء ، لأنها لا تحصل إلا لدى الاحساس بالشيء المعين . فهي لا تتيح للانسان أن يفكر في شيء غائب عنه . وبالدرجة الثانية يأتي دور اللغة ، والأدوات اللفظية ، لتقوم بدور المنبهات والإشارات الثانوية . فيشرط كل لفظ بإحساس معين ، من تلك الإحساسات ، فيصبح منبهاً شرطياً بالدرجة الثانية . ويتاح للانسان أن يفكر ، عن طريق الإستجابات ، التي تطلقها المنبهات اللغوية إلى ذهنه ، فاللغة - إذن - هي أساس الفكر . وحيث ان الفكر . وحيث ان اللغة ليست إلا ظاهرة اجتماعية ، فالفكر ليس - على هذا - إلا ظاهرة ثانوية للحياة الاجتماعية .
هذه هي الفكرة التي عرضها ( بولتزير ) .
وبدورنا نتساءل : هل اللغة هي أساس الفكر حقاً ، ( فليس هناك أفكار عارية متحررة من أدوات اللغة ) ، على حد تعبير ستالين ؟ . ولأجل التوضيح نطرح المسألة على الوجه التالي : هل أن اللغة هي التي خلقت من الانسان كائناً مفكراً ، بصفتها ظاهرة اجتماعية معينة ، كما يقرر بولتزير ؟ أو أنها وجدت في حياة الانسان ( 1 ) المادية والمثالية في الفلسفة ) ص 78 .

88

نام کتاب : اقتصادنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست