responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 33


خفي مستور ، لكن مع ذلك شهد للنبي إبراهيم ( عليه السلام ) أيادي عظيمة على البشرية حيث طهّر عقل وروح الإنسانية عن الوثنية وعبادة الكواكب وبقية ملل الشرك إلى نور التوحيد والملّة الحنيفية ، وهل ذلك يتمّ بنحو عفوي وبعمل فردي أم هو بإدارة و تدبير منظومة تدير دفّة النظام البشري ، فإنّنا نشاهد أنّ التغيير الثقافي و لا سيما الاعتقادي لا يمكن بسهولة ، فكيف تسنّى ذلك للنبي إبراهيم ( عليه السلام ) من دون نظام نافذ في المجتمعات البشرية ولو بنحو خفي متستر .
و كذلك الحال في ما يقصّه لنا القرآن المجيد في سورة الكهف من نشاط الخضر ( عليه السلام ) عند لقاء النبي موسى ( عليه السلام ) معه وكانت أفعاله في الصميم تأثيراً على منعطفات المسار البشري ، وكلّها ضمن برنامج إلهي معهود بتفاصيله ، يقوم بدوره ضمن مجموعات بشرية معهود إليها ذلك كما ذكره تعالى : ( فوجد عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً ) ( 1 ) فقال : ( من عبادنا ) الذي يشعر بأنّه في منظومة العبّاد .
و كذلك منظومة الآيات والسور الواردة حول ليلة القدر و ما يتنزل من إحصائيات و استبيانات عن مستقبل كلّ شيء ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) ( 2 ) ( من كل أمر ) ( 3 ) و هذا التقدير والتحديد الذي لا يتخلّف عنه مستقبل الأشياء تتنزّل هذه المعلومات الخطيرة على من اصطفاه الله من العباد لإدارة نظام البشر ( ينزل الملائكة بالروح على من يشاء من عباده ) ( 4 ) و هذا البرنامج يتجدّد في كلّ عام ، بل ظاهر بعض الآيات و صريح جملة من الروايات أنّ من فصوله تجدّده كلّ أسبوع ، بل كلّ يوم . و هذه الحقيقة إذا تقرّرت ،


1 . الكهف / 65 . 2 . الدخان / 5 . 3 . القدر / 4 . 4 . النحل / 2 .

33

نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست