responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 210


للسَّحَرة واستخدام نمرود المنجّمين والكَهَنة وتسخير بعض الموجودات اللطيفة بتوسّط بعض العلوم المرموزة قديماً وحديثاً وقد يطلق على منظومة هذه القوى الاستعانة بالملكوت الأسفل وقد وظّف علم الأثير وبقيّة شعب علم الروح وقدراتها الخفيّة في باب الإستخبارات العالمية والتنبّوء للمستقبل وترسيم السياسات المختلفة ، على حذو ما عَهِدَته البشرية قديماً من استعمال الحكّام لهذا النمط من القوى والقدرات . ولم يبتعد الأنبياء والرسل والأوصياء عن استخدام هذه القوى أيضاً ، بل بالدرجات العالية منه ، أي بتوسّط الملكوت الأعلى ، كما في المعاجز التي يظهرونها والتي تكون ذات تأثير حاسمة في النفوذ الاجتماعي في جملة من الموارد وبها يطّلعون على مجريات الأحداث المستقبلية وصلة ارتباطها بالماضي والوضع الحالي فيرسمون السياسات الإلهية في المجتمع والأجيال عبر ذلك العلم .
ومن ذلك يجد الباحثون بالغ الصعوبة في تحليل سياسات الرسل و الأوصياء ، حيث أنّهم في كثير من الموارد لا يجدون الظروف الموضوعية المحيطة بالحدث الذي كانوا فيه يتلائم مع السياسة المتّخذة منهم وهذه الصعوبة ناشئة من ضيق الأفق والظرف الذي تقرأ فيه مواقفهم ( عليهم السلام ) .
و قد ألجأت هذه الصعوبة جملة من الكُتّاب إلى تهجين والقول بسذاجة سياسات الأنبياء والأوصياء ; هذا مضافاً إلى عدم اطلاع أولئك الكُتّاب على الأهداف الإلهية المرسومة لهم ( عليهم السلام ) التي تطغى على حركاتهم بلون الحكمة البالغة والتدبير الفائق إلى حدّ الاعجاز لا سيما و أنّ جملة من تلك الحِكَم تستلزم الخفاء والإخفاء قروناً متمادية أو طيلة الدهر البشرية كي تجد طريقها إلى التحقّق . والحاصل إنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) قد مارسوا هذا الدور أيضاً حتى في الحقب التي لم يتسنّموا النمط الأول من الحكومة .
ثمّ إنّه لا يخفى أنّ استعمالهم لهذا النمط من القدرة ليس بدرجة يُلغي

210

نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست