نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 138
فكلّ من بلغ مقام الإحسان يُزَقُّ الحكمة والعلم اللدنّيان ، و قد قال تعالى : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) ( 1 ) و به يشعر قوله تعالى ليلة المعراج خطاباً لحبيبه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : و ما يتقرب الىّ عبد من عبادي بشئ أحبّ الىّ ممّا افترضتُ عليه و إنّه ليتقرّب الىّ بالنافلة حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت اذاً سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و لسانه الذي ينطق به ، و يده التي يبطش بها ، إن سألني أعطيته . ( 2 ) فبقرب النوافل يكون الباري تعالى سمعاً وبصراً ويداً للعبد وأمّا بقرب الفرائض فيكون العبد اُذن الله ، عين الله ، حجّة الله وهذان البابان للتقرّب مفتوحان لكلّ سالك على الطريق . وكذا قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله " . ( 3 ) و يرد عليه : إنّ التقوى وإقامة الفرائض وكذا النوافل - حدوثاً و بقاءاً - لا تتحقّق بالدرجة الكاملة التامّة إلاّ لدى المطهَّر من الذنوب ومن الرجس ، أي لدى صاحب العصمة العلمية والعصمة العملية ; فإنّ من أكبر الفرائض هو الإيمان بالله واليوم الآخر وبالأنبياء والرسل والأوصياء والحجج . والإيمان بالله مقوّم بمعرفته ، فمِن دون المعرفة الكاملة والتامّة لا يتمّ الإيمان الكامل ولا يتمّ أداء الفريضة كما هو حقّ الأداء إلاّ بالعصمة العلمية وبانتفاء الشك والريب - الذي هو الرجس الأكبر - عن القلب وكذلك مقام الخلوص والإخلاص ، مع أنه قال تعالى : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ