باب الخمر ما تورثه منه بتمامه . واعلم أن كل صنف من صنوف الأشربة التي لا تغير العقل ، شرب الكثير منها لا بأس به ، سوى الفقاع فإنه منصوص عليه لغير هذه العلة [1] . وكل شراب يتغير العقل منه كثيره وقليله حرام ، أعاذنا الله وإياكم منها [2] . وليكن نفقتك على نفسك وعلى عيالك قصدا فإن الله يقول : ( يسألونك ماذا ينفقون قل العفو ) [3] والعفو : الوسط ، وقال الله تعالى : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) [4] . وقال العالم عليه السلام : ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر [5] . واعلم أن نفقتك على نفسك وعيالك صدقة ، والكاد على عياله من حل كالمجاهد في سبيل الله [6] . واعلم أنه جائز للوالد أن يأخذ من مال ولده بغير إذنه ، وليس للولد أن يأخذ من مال والده إلا بإذنه [7] . وللمرأة أن تنفق من مال زوجها بغير إذنه ، المأدوم دون غيره ، وإذا أرادت الأم أن تأخذ من مال ولدها فليس لها ، إلا أن تقوم على نفسها لترده عليه . ولا بأس للرجل أن يأكل من بيت أبيه وأخيه وأمه وأخته وصديقه ما يخشى عليه الفساد من يومه بغير إذنه ، مثل : البقول والفاكهة وأشباه ذلك [8] . وإذا مررت ببستان فلا بأس أن تأكل من ثمارها ، ولا تحمل معك شيئا [9] .