نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 93
وما تواترت به الأخبار . ولسيدنا الأجل أطال الله تعالى وجمل الإسلام وأهله بدوام سلطانه وعلو كلمته وانبساط يده عالي الرأي إنشاء الله تعالى . الكلام على ذلك : اعلم أن الراوي شرع النبي صلى الله عليه وآله والناشر له في أطراف الأرض هو غير من ينفذه إلى البلدان ، إما أميرا أو حاكما أو حاملا ، لأن النقل والرواية والإشاعة مما يشترك فيه الخلق أجمعون على ما جرت به العادة ، ولا يقف على فرقة معينة ولا جماعة مخصوصة . والإمارة أو القضاء أو العمالة يقف على من خصه النبي صلى الله عليه وآله بهذه الولاية ، وأفرده بها وأنفذه لها ، وهذا مما قد أشرنا إليه في الكلام المتقدم على هذا . فإن قيل : إذا كان الأمراء والعمال لا يؤدون الشرع ويبلغونه ، فما الفائدة في إنفاذهم ؟ قلنا : في إنفاذهم فوائد ظاهرة لمن تأملها ، والأمراء ينفذون لحماية المتعزز وضبط الأطراف من الأعداء وحمايتها ، والقضاة للحكم وفصل الخصومات ، والعمال لجباية الأموال وقبض الصدقات ، فما في هؤلاء إلا من ينفذ شرعا ويمضي أحكاما ، ليس المرجع في صحتها وثبوتها إلى أدائه وتبليغه . فإن قيل : أليس قد ورد أنه عليه السلام كان ينفذ أقواما لتعليم الناس وتوفيقهم وهذا هو الأداء والابلاغ . قلنا : التعليم والتوقيف غير الابلاغ والأداء ، لأن المعلم لغيره هو الذي يرتب له الأدلة ويرشده إلى طرقها ويقرب عليه سلوكها . ويوقفه على المقدم من الأحكام والمؤخر ونحوه ، أن الفقيه يعلم غيره ، والمتكلم يوقف سواء [1]