نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 75
الظاهر على يده ، فما الذي يسوغ ذلك في حكمة الرسول وحسن تدبيره ، حتى ينفذ إلى من بعد عنه ولم يشاهد ، من ليس بمعصوم يخبرهم عنه ويدعوهم إلى الله تعالى ، إلى [1] قبول ما تضمنه خبره عن الرسول . ويجوز أن يؤدي ذلك وأن لا يؤديه ، لكنهم متى أدوا كانوا طريقا إلى العلم لتواترهم ، وتكليف الكل متساوي ، وما يلزم من إزاحة عللهم وقطع عذرهم متماثل . فإن قلنا : إن الرسول إذا كان مبعوثا إلى الجميع ، وكان من وراء من يبعثه مراعيا له ومتداركا لما يقع منه من الخلل والتفريط ، كان في الحكم بخبر الكل داعيا لهم وإن لم يشاهدوه ويشافهوه بالخبر والدعاء . كان لقائل أن يقول مثل ذلك في الله تعالى ، لأنه رب الكل وإلههم ومن ينفذه إليهم يراعيهم ، ويتدارك ما يقع فيه الخلل والتفريط منهم ، فهو في حكم المخبر للكل والداعي إليهم ، وإن لم نشاهده وشافههم [2] بالخبر والدعاء . هذا إن كان ما ذكرناه من عصمة الداعي مما يقتضي العقول عموم كونه لطفا في حق سائر المكلفين . فأما إن كان مما يختلف حالهم فيه ، فيكون منهم من دعاء المعصوم وخبره ، يكون معه أقرب إلى القبول ، ومنهم من يتساوى في دعائه وقبوله المعصوم وغيره ، لم يكن إلى وجوب عصمة الرسول طريق في العقل ، وكان كسائر الألطاف التي يختلف حالها ، يقف العلم بها على السمع ، وهذا مما لا نقوله . وإن سوينا بين الرسول ، وبين من ينفذ من قبله إلى من بعد عنه في العصمة ، وصرنا إلى ما يحكى عن بعض أصحابنا . كان له أن يقول : فما الطريق الذي يعلم به من ينفذون إليهم عصمتهم ؟