نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 49
وهكذا إن قيل : أن العلم يقع بالحرف الأخير ، لأنا نعلم أن الحرف الأخير من الخبر لو انفرد لم يحصل عنده علم . وإن كان العلم المتولد عن سائر حروف الخبر على سبيل الانضمام ، فهذا باطل . لأن الأسباب الكثيرة لا يجوز أن تولد سببا واحدا ، كما لا يجوز أن يقع المعذور الواجد يقدر كثيرة [1] . ومنها : أنه كان ينبغي أن لا يفتقر إلى المواضعة في العلم الواقع عند الخبر ، لأن السبب يولد لأمر يرجع إليه ، فأي حاجة به إلى تقدم المواضعة ، وقد علمنا أنه لولا تقدمها لما أفاد الخبر ، ولا حصل عنده علم . ومنها : أن الصوت لا جهة له ، فكيف يولد في غير محله ، وإنما ولد الاعتماد في غير محله ، لأنه مختص بجهة ، وإلا فسائر الأسباب لا تولد إلا في محلها . فأما ما مضى في أثناء هذا الفصل عند ذكر أن الاعتماد يختص بجهة ، فجاز أن يولد في غير محله ، والصوت ليس كذلك ، من قوله ما أنكرتم أن يشارك الاعتماد غيره في هذا الحكم وهو التعدي ، ويكون الخبر من جملة ما يتعدى حكمه ، لكونه مدركا ، فيتفق الخبر والاعتماد ، بل كل مدرك في تعدي الحكم إلى غير محلها [2] . ويكون معنى تعدي الحكم في الاعتماد كونه مدافعا في الخبر ، وفي الخبر كونه مسموعا ، فطريق ما كان ينبغي أن يحيل مثله . فيورد في جملة الشبهات : لأن الاعتماد إنما ولد في غير محله بسبب معروف ، وهو الاختصاص بالجهة . وهذه الصفة لا تحصل له ، لأن بها تميز في [3] سائر الأجناس ، فكيف يجوز
[1] ظ : أن يقع المقدور الواحد بقدر كثيرة . [2] ظ : محله . [3] ظ : من
49
نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 49