نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 424
تول عنهم فانظر ماذا يرجعون ) [1] ولو اعن [2] أحدنا من يقصر عقله عن عقل المكلفين على مثل هذا المهم العظيم لكان سفيها . وقوله من قبل ( أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ) إلى قوله ( الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) [3] وما في هذا القصص من جودة اعتباره وحسن تدبيره ، كقوله ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ) [4] الآية . فهل يسوغ الانصراف عن هذه الظواهر الغريبة بغير دلالة عقلية تحيل أن يعطي الله سبحانه العقل حيوانا مثله ، وما أولاه ( كبت الله أعداءه ) يذكر ما عنده في ذلك إن شاء الله . الجواب : إنا قد كنا ذكرنا في جواب المسائل الأولى الواردة في معنى ما حكي عن النملة والهدهد ما قد عرف ووقف عليه . ونحن نجيب الآن عما في هذا السؤال المستأنف ، ونزيل هذه الشبهة المعترضة ، وأول ما نقوله : إن في الناس من ذهب إلى أنه لا يجوز أن يكون الهدهد وما أشبهه من البهائم كامل العقل ، وهو على ما هو عليه من الهيئة والبنية ، وعد ذلك في جملة المستحيل وهذا ليس بصحيح [ و ] لا دلالة عقلية تدل على ذلك . ومن أين لنا أن بنية قلب الهدهد وما جرى مجراه لا تحتمل العلوم التي
[1] سورة النمل : 28 . [2] ظ : أمن . [3] سورة النمل : 22 . [4] سورة النمل : 25 .
424
نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 424