نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 419
الحدود على القاتلين ، يبقي تعالى به الحياة على آخرين . وإخباره تعالى لا يكون إلا حقا وصدقا ، لاستحالة الجهل والكذب عليه تعالى ، ولأن ذلك يدل على أن بتعطيل الحدود يقدم كثير من المكلفين على القتل ، ولولا ذلك لما أقدم القاتل عليه ، ولبقي المقتول حيا بدلالة هذا السمع . الجواب : إعلم أن المقتول كان يجوز أن يعيش لولا القتل بخلاف قول من قطع على موته لا محالة لولا القتل ، وكان يجوز أن يميته الله تعالى لولا القتل ، بخلاف قول من ذهب إلى أنه لولا القتل كان يجب بقاؤه حيا لا محالة . وقد دللنا على ذلك في كتبنا وأمالينا وبيناه في كتاب ( الذخيرة ) وانتهينا إلى غايته . وأقوى ما دل على صحة هذه الجملة أن الله تعالى قادر على تبقيته حيا وعلى أماتته معا ، وبوقوع القتل لا يتغير القدرة على ذلك ، فيجب أن يكون الحال بعد القتل كهي قبله . فأما قوله تعالى ( ولكم في القصاص حياة ) فالمعنى فيه أن من خاف أن يقتل على قتل يقل إقدامه على القتل ، ويصرفه هذا النقل عن قتل يؤدي إلى ذهاب نفسه وتلفها ، وإذا قل القتل استمرت الحياة . فإذا قيل : أليس قد جوزتم أن يموت المقتول لو لم يقتل ، فكيف يستمر حياته لولا القتل ، وأنكم قد جوزتم هذا . ؟ قلنا : المقتول على ضربين : أحدهما المقتول الذي معلوم أن تبقيته مصلحة فلولا القتل لبقي حيا . والضرب الآخر معلوم أن تبقيته مفسدة ، فلولا القتل لا ميت ، وإذا كان القصاص على ما ذكرناه صادقا على القتل بغير حق بقي حياة
419
نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 419