نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 405
وقد استقصيت هذه النكتة في مواضع كثيرة من كلامي . فأما قوله تعالى ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه [1] ) فلا ندري من أي وجه دل على أنه أنزل جملة واحدة وقد كان أنه ( رحمه الله ) يبين وجه دلالته على ذلك . وهذه الآية بأن تدل على أنه ما أنزل جملة واحدة أولى ، لأنه تعالى قال ( قبل أن يقضى إليك وحيه ) وهذا يقتضي أن في القرآن منتظرا ما قضى الوحي به وقوع منه ، فإن نزول [2] ذلك على أن المراد به قبل أن يوحى إليك بأدائه ، فهو خلاف الظاهر . وقد كنا سئلنا إملاء تأويل هذه الآية قديما ، فأملينا فيها مسألة مستوفاة ، وذكرنا عن أهل التفسير فيها وجهين ، وضممنا إليهما وجها ثالثا تفردنا به . وأحد الوجهين المذكورين فيها : أنه كان عليه السلام إذا نزل عليه الملك بشئ من القرآن قرأه مع الملك المؤدي له إليه قبل أن يستتم الأداء حرصا منه عليه السلام على حفظه وضبطه ، فأمر عليه السلام بالتثبت حتى ينتهي غاية الأداء ، لتعلق الكلام بعضه ببعض . والوجه الثاني : أنه صلى الله عليه وآله نهي أن يبلغ شيئا من القرآن قبل أن يوحى إليه بمعناه وتأويله وتفسيره . والوجه الذي انفردنا به : أنه صلى الله عليه وآله نهي عن أن يستدعي من القرآن ما لم يوح إليه به ، لأن ما فيه مصلحة منه لا بد من إنزاله وإن لم يستدع ، لأنه تعالى لا يدخر المصالح عنهم وما لا مصلحة فيه لا ينزله على كل حال ، فلا معنى للاستدعاء ولا تعلق للآية بالموضع الذي وقع فيه .